responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فهرس التراث نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 36


أيضا إهمال هؤلاء الخلفاء تراث من لا يواليهم ، وهو على الأغلب تراث أهل البيت الذي كان غالبا هدفا للإبادة والحرق ممّن تسلَّم الحكم من مناوئيهم السياسيين .
وأمتاز عدد من هذه المكتبات العامّة بالوصف الذي ضبطه التاريخ ، ومنه يعرف دورها ، قال القلقشندي ( ت / 821 ه ) عن خزائن الكتب : « كان الخلفاء والملوك بالقديم يولونها مزيد الاهتمام وكمال الاعتناء ، حتّى حصلوا منها على العدد ألجم ، وحصلوا على الخزائن الجليلة ، وإنّ أعظم خزائن الكتب في الإسلام ثلاث » ، ثم ذكر خزانة العبّاسيين ببغداد وخزانة الفاطميين بمصر وخزانة الأمويين بالأندلس [1] ، وإليك وصفها :
1 - بيت الحكمة ببغداد : أسّسها أبو جعفر المنصور العبّاسي ، وتوسع فيها هارون الرشيد العبّاسي من سنة 149 ه إلى سنة 193 ه ، ولا شك أن العلماء من بني عبّاس استفادوا منها ، ويظهر أنها كانت في متناول الساسة أكثر من غيرهم ، فلا يوجد لها وصف دقيق بالرغم من ذكرها في المصادر الرئيسية .
قال فريد وجدي : « فعني بترجمة كتب الفرس واليونان حتى إذا كثرت الكتب المترجمة والمؤلفة لدى الرشيد ، بنى لها بيت الحكمة وجعل خزانة لها وديوانا للمترجمين . فتقاطر العلماء إلى بلاد المسلمين وكانت الكتب المجموعة في بيت الحكمة بلغات مختلفة فارسيّة ويونانية وقبطية وسريانية - إلى أن قال : - وجاء المأمون بعد الرشيد فاقتفى خطواته وزاد في جمع الكتب وترجمتها ، ويقال : أنّه أنفق على ترجمة كتب اليونان ثلاثمائة ألف دينار » [2] . من هنا يظهر أنّ الرشيد كان يهتم بالثقافات غير الإسلاميّة أكثر من تراث المسلمين ، فهل كانت هذه رغبة شخصيّة أم خطة سياسيّة ؟ فقد كان هذا الخليفة يرى أن الرسول القائد لم يرسل رسله إلى ملوك كسرى وقيصر إلَّا ليتعلَّم منهم آداب الطواغيت أو لغتهم أو ثقافتهم ، لا لأن يهديهم إلى الإسلام ويبني حضارة خاصة على أساس الفطرة التي فطر الله النّاس عليها ! ، إن قيمة أية حضارة بشريّة إنما هي فيما قامت به هذه الحضارة من خدمة للإنسان وإقامة العدل في المجتمع ، وكم يخبرنا



[1] صبح الأعشى 1 : 466 .
[2] دائرة المعارف لوجدي 8 : 67 .

36

نام کتاب : فهرس التراث نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست