يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة . فكان يدسّ فيها الكفر والزندقة ، ويسندها إلى أبي ، ثم يدفعها إلى أصحابه ويأمرهم أن يبثّوها في الشيعة ، فكلّ ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو ، فذلك ما دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم » [1] . والمغيرة بن سعيد هذا ، هو الكوفي الذي تزعّم حركة الغلاة من أتباع محمد بن الحنفية القائلة بتناسخ الأرواح . وظهرت حركة الغلاة - هذه - في الوقت الذي كان أبو جعفر المنصور العبّاسي يحارب داعية أهل البيت النفس الزكيّة عليه السّلام ، ومن ذلك نعرف أنّ الحزب العبّاسي خلق الفرقة المغيريّة الغلاة لئلَّا تتّحد كلمة أهل البيت عليهم السّلام ، ويشتغل بعضهم بالآخر . ومن أمثلة الزيادات ما ذكره النسابة المعاصر السيّد عبد الرّزاق كمونة في موارد الإتحاف : أنّه « كان بين أبي الهدى الصيّادي وبين السيّد سليمان الكيلاني نقيب الأشراف ببغداد منافرة ، فسعى في طبع « مختصر أخبار الخلفاء » لابن الساعي ، وكتاب « غاية الاختصار » . ودسّ فيهما ما يوجب الطعن على الشيخ عبد القادر الجيلاني ، وإثبات نسب السيّد أحمد الرفاعي ، وهو غير خفي على من أمعن وتبصّر » [2] . وحكى المحدّث النوري ( ت / 1320 ه ) ما فيه الاعتبار فقال : « ومن الحوادث الطريفة والسرقات اللطيفة أنّ مجلد مقدّمات التفسير المسمّى بمرآة الأنوار موجود الآن بخط مؤلَّفه في خزانة كتب شيخ الفقهاء صاحب جواهر الكلام واستنسخناه بتعب ومشقّة . وكانت النسخة معي في بعض أسفاري إلى طهران ، فأخذها منّي بعض أركان الدولة وكان عازما على طبع كتاب تفسير البرهان للعالم السيّد هاشم البحراني . وقال لي : إنّ تفسيره خال من البيان ، ومن المناسب أن نلحق به هذه النسخة فاستنسخها ، ورجعت إلى العراق ، وتوفي هذا الباني قبل إتمام الطبع ، فاشترى ما طبع من التفسير « نسخة المرآة » من ورثته بعض أرباب الطبع . فأكمل الناقص وطبع المرآة في مجلَّد . ولمّا عثرت عليه في المشهد الغروي ، رأيت مكتوبا على ظهر الورقة الأولى كتاب مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ، وهو