ومن السّمات البارزة لهذا القرن : ظهور المتصوّفة دعاة وأدعياء وكانوا يستحقرون كتب العلم والعلماء ، ويسيرون على طريقة المشاءين ، ومن أهم طرقهم الطريقة القادرية والرفاعية .
ومن أعلام التصوف محيي الدين ابن العربي ( ت / 637 ه ) ، وعمر بن الفارض ( ت / 633 ه ) ، وجلال الدين الرومي ( ت / 670 ه ) .
وكان ظهورهم ذلك كردّ فعل مباشر لحالة اليأس الذي عمّ العالم الإسلامي بانقراض الخلافة الإسلامية .
ومن خصائص القرن السابع : كثرة العلماء والمؤلفين المسلمين ، حيث ان انفلات الأمور السياسية سواء إلى المغول الفاتحين أو سلاطين القوّة من المماليك وغيرهم لم يدع للعلماء مجالا للدخول في العمل السياسي فتوجهوا إلى العلم وحصروا همّهم في المحافظة على الفكر الإسلامي ، فألفوا الكتب التي حملت الدين الإسلام إلى أقصى بلاد العالم التي لم تدخلها القوة العسكرية الإسلامية ، فإذا نجحت القوة المغولية والمسيحية ضدّ الحضارة الإسلامية فإنها لم تنجح في القضاء على دور العلماء المخلصين الذين تحصّنوا بنكران الذات وبذلوا ما بوسعهم في الحفاظ على الدين .
ومن السّمات البارزة لهذا القرن : أن الحروب الداخلية بين الدول وانقراض الخلافة العباسية والغزو المغولي الكاسح ضعضع ثقة المسلمين بأنفسهم ، وكان لذلك الأثر المباشر في تقلَّص الإنتاج الفكري في حاضرة العالم الإسلامي ، وأما الذين بعدوا عن دار الإسلام بغداد فقد كانوا أكثر اهتماما بالتاريخ والحوادث والتأليف ، والوحيد الذي كتب عن تاريخ بغداد من أهلها في هذه الفترة هو ابن الطقطقي في كتابه المعروف بالفخري .
وفي هذا القرن ظهرت مؤلفات في التراجم والتاريخ مستوفية كالكامل في التاريخ لابن الأثير ( ت / 630 ه ) ووفيات الأعيان لابن خلكان ( ت / 681 ه ) .
وفي هذا القرن أيضا ظهرت فكرة تلخيص الكتب الكبيرة الحجم واستمرت هذه الفكرة فترة طويلة إلى ما بعد هذا القرن ، فقد كتب عبد الكريم السمعاني في كتاب الإنسان ثمّ لخّصه علي بن محمد بن الأثر ( ت / 630 ه ) بعنوان اللباب ، ثم جاء السيوطي ( ت / 911 ه ) ولخص الملخص بعنوان لبّ اللباب .

617