الشلمغاني ( - 322 ) [1] أبو جعفر محمد بن علي ابن أبي عزاقر . قال النجاشي : « كان متقدما في أصحابنا ، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديئة حتى خرجت فيه توقيعات ، فأخذه السلطان وقتله ، وصلبه » . قال الطوسي : « كان مستقيم الطريقة ، ثم تغير وظهرت منه مقالات منكرة ، إلى أن أخذه السلطان فقتله وصلبه ببغداد ، وله من الكتب التي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف » وذكر إسناده إليه . وقال ياقوت : « قيل : إنه ادعى الربوبية فقتل هو وإبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي النجم المعروف بابن أبي عون صاحبه ، ضربا بالسوط ثم ضربت أعناقهما ، وصلبا ثم أحرقت جثتيهما ، وذلك يوم الثلاثاء في ليلة خلت من ذي القعدة سنة 322 ه » . ذكر ياقوت انه وجد من الرقاع إليه يخاطبونه ( مولاي ) ونسب إليه ما يدل على التناسخ والحلول . قال الشهيد الثاني رحمه الله : « . . . كان منهم [ - الشيعة ] أوّلا . . . ثم غلا ، وظهر منه مقالات منكرة فتبرّأت الشيعة منه ، وخرج فيه توقيعات كثيرة من الناحية المقدسة على يد أبي القاسم بن روح وكيل الناحية ، فأخذه السلطان وقتله . . . وهم [ - الشيعة ] بريئون منه . . . » . وهذه الحادثة ينبغي أن تدرس دراسة وافية حيث أنها الحادثة الوحيدة التي صدرت فيها توقيع الإمام المهدي سنة 312 ه إلى وكيله الحسين بن روح النوبختي ونصّه : « عرّف - أطال الله بقاءك وعرفك الخير كله وختم به عملك - من تثق بدينه وتسكن إلى نيّته من إخواننا - أسعدكم الله - بأنّ محمدا بن علي المعروف بالشلمغاني قد ارتدّ عن الإسلام وفارقه ، وألحد في دين الله ، وادّعى ما كفر معه بالخالق جلّ وتعالى ، وافترى كذبا وزورا ، وقال بهتانا وإثما عظيما ، كذب العادلون بالله وضلَّوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا ، وإنّنا قد برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله صلوات الله وسلامه
[1] يراجع : رجال النجاشي : 378 ، الفهرست للطوسي : 224 ، الروضة البهية في شرح اللمعة ( كتاب الشهادات ) 2 : 230 الطبعة الحجرية ، سير أعلام النبلاء 3 : 568 .