أهل البيت والكتابة إنّ سيرة أهل البيت عليهم السّلام مستمدّة من سيرة جدّهم النبي محمد صلَّى الله عليه وآله ، فبالرغم من المضايقات التي عمّت حياتهم وحياة من والاهم بصفة عامة ، فقد ساهم كلّ واحد منهم بدوره الميسور في إحياء التراث الإسلامي ، وذلك بأن كتبوا بأنفسهم ، أو أمروا أصحابهم بالكتابة والرواية . وهكذا استمرّت سيرة علماء أهل البيت جيلا بعد جيل . وقد رويت بأسانيد عن مشايخي الكرام عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام مجموعة كبيرة من الروايات التي حثّوا فيها على كتابة الحديث [1] . وأكتفي منها بما يلي : 1 - إن الإمام علي عليه السّلام ( ت / 40 ه ) كتب ما أملاه عليه رسول الله صلَّى الله عليه وآله . ووصف شيخنا العلَّامة ما كتبه عليه السّلام بأنّه أوّل كتاب كتب في الإسلام [2] . وورد عنه عليه السّلام أنه قال : « الكتب بساتين العلماء » [3] . 2 - ما روي عن الإمام الحسن السبط عليه السّلام ( ت / 49 ه ) قال : « إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار آخرين ، فتعلَّموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه فليكتبه وليضعه في بيته » [4] . 3 - والحسين الشهيد عليه السّلام ( ت / 61 ه ) ، كتب أجوبة مسائل العقيدة ، وقد جمعها المتأخّرون كما سيأتي . 4 - وكتب السجّاد ( ت / 95 ه ) رسائل في العلم ، ومنها ما كتبه إلى محمد بن مسلم الزهري ، وكلامه في الزهد رواه أبو حمزة الثمالي ، قال : « قرأت في صحيفة كان فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين عليه السّلام وكتبت ما فيه . ثمّ أتيت علي بن الحسين عليه السّلام ، فعرضت ما فيها عليه . فعرفه وصحّحه » [5] . وغير ذلك من آثاره عليه السّلام الآتية ، والتي أشهرها الصحيفة السجاديّة . 5 - وكتب الباقر عليه السّلام ( ت / 114 ه ) رسالة في الجبر والتفويض [6] .
[1] يراجع المعجم ، للتفصيل عنها سندا ومتنا ودلالة . [2] يراجع الذريعة 2 : 306 . [3] مستدرك الوسائل 17 : 302 ح 21411 . [4] بحار الأنوار 2 : 152 ح 37 . [5] بحار الأنوار 78 : 151 ح 12 . [6] راجع ترجمة الإمام الجواد في هذا الكتاب .