بعض الشيء إليه ، وإلى الأحاديث التي وردت عن الأئمّة الأطهار سلام اللَّه عليهم أجمعين في هذا الموضوع . وذلك أنّ علم الدراية يرتكز أساسا على تفحّص سند الحديث ومتنه ، وكيفيّة تحمّله وآداب نقله ، وصولا إلى تصنيف الأحاديث المروية ضمن مراتبها التي يتعامل من خلالها مع تلك الأحاديث . لذلك فقد أصبحت دراسة الحديث سندا ومتنا ، رواية ودراية ، نقلا وضبطا ، من أهمّ الواجبات الملقاة على العلماء المستنبطين للأحكام من أصولها . وكذا هو الحال بالنسبة إلى الظروف المحيطة بصدور الحديث عنهم عليهم السلام ، إذ انّ كثيرا من الأحاديث الصحيحة سندا ومتنا غير معمول بها ، لأنّها ربما تكون قد قيلت في ظرف تقيّة ، أو قيلت حفظا على الشيعة من الأعداء ، كما في كثير من الأحاديث التي ذكرت فيها طعون على بعض أصحابهم وخواصّهم . ولذا تظهر بوضوح خطورة هذا العلم وصعوبته والتي يترتب عليها أن يكون الباحث فيه ملمّا بجميع جوانبه ، حتّى لا يقع في هفوة من هفواته ، أو زلَّه من زلَّاته . ولكن ، وللمكانة السامية والكبيرة لهذا العلم ، فإنّا نجد أنّ الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام قد أولوه جانبا مهما من أحاديثهم وتوجيهاتهم ، والناصّة على وجوب دراية الحديث ، والتعمّق به ، ومعرفة معانيه ومبانيه . كقول الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام لولده الإمام أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام : « يا بنيّ ، أعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإنّ المعرفة هي الدّراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى