نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 270
الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله [1] . وعلى هذا فقوله " عن رجل " وما شاكله ، لأجل أنه نسي المروي عنه ، وإلا لصرح باسمه ، لا كأنه بلغ من الضعف إلى درجة يأنف عن التصريح باسمه ، حتى يستقرب بأنه من أحد الخمسة الضعاف . نعم هاهنا محاولة لحجية مراسيله لو صحت لا طمأن الانسان بأن الواسطة المحذوفة كانت من الثقات لا من الخمسة الضعاف . وحاصلها أن التتبع يقضي بأن عدد رواياته عن الضعاف قليل جدا بالنسبة إلى عدد رواياته عن الثقات ، مثلا إنه يروي عن أبي أيوب في ثمانية وخمسين موردا ، كما يروي عن ابن أذينة في مائة واثنين وخمسين موردا ، ويروي عن حماد في تسعمائة وخمسة وستين موردا ، ويروي عن عبد الرحمن بن الحجاج في مائة وخمسة وثلاثين موردا ، كما يروي عن معاوية بن عمار في أربعمائة وثمانية وأربعين موردا ، إلى غير ذلك من المشايخ التي يقف عليها المتتبع بالسبر في رواياته . وفي الوقت نفسه لا يروي عن بعض الضعاف إلا رواية أو روايتين أو ثلاثة ، وقد عرفت عدد رواياته في الكتب الأربعة عن هذه الضعاف . فإذا كانت رواياته من الثقات أكثر بكثير من رواياته عن الضعاف ، يطمئن الانسان بأن الواسطة المحذوفة في المراسيل هي من الثقات ، لا من الضعاف . ولعل هذا القدر من الاطمئنان كاف في رفع الاشكال . نعم لما كانت مراسيله كثيرة مبسوطة في أبواب الفقه ، فلا جرم إن الانسان يذعن بأن بعض الوسائط المحذوفة فيها من الضعفاء .