نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 100
عبد الرحمن بن أبي حماد ، فإن الظاهر أن منشأ تضعيفه ما ذكره من غلوه ، ومثله ما في خلف بن محمد من أنه كان غاليا ، في مذهبه ضعف لا يلتفت إليه ، وما في سهل بن زياد من أنه كان ضعيفا جدا فاسد الرواية والمذهب ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى أخرجه من قم . والظاهر أن منشأ جميعه ما حكاه النجاشي عن أحمد المذكور من أنه كان يشهد عليه بالغلو والكذب ، فأخرجه عنه [1] وما في حسن بن مياح من أنه ضعيف غال ، وفي صالح بن سهل : غال كذاب وضاع للحديث ، لا خير فيه ولا في سائر ما رواه " ، وفي صالح بن عقبة " غال كذاب لا يلتفت إليه " ، وفي عبد الله بن بكر " مرتفع القول ضعيف ، وفي عبد الله بن حكم " ضعيف مرتفع القول " ، ونحوه في عبد الله بن سالم وعبد الله بن بحر وعبد الله بن عبد الرحمان . الثاني : إن الظاهر أنه كان غيورا في دينه ، حاميا عنه ، فكان إذا رأى مكروها اشتدت عنده بشاعته وكثرت لديه شناعته ، مكثرا على مقترفه من الطعن والتشنيع واللعن والتفظيع ، يشهد عليه سياق عبارته ، فأنت ترى أن غيره في مقام التضعيف يقتصر بما فيه بيان الضعف ، بخلافه فإنه يرخي عنان القلم في الميدان باتهامه بالخبث والتهالك واللعان ، فيضعف مؤكدا وإليك نماذج قال في المسمعي : " إنه ضعيف مرتفع القول ، له كتاب في الزيارات يدل على خبث عظيم ومذهب متهافت وكان من كذابة أهل البصرة " . وقال حول كتاب علي بن العباس : " تصنيف يدل على خبثه وتهالك مذهبه لا يلتفت إليه ولا يعبأ بما رواه " . وقال في جعفر بن مالك : " كذاب متروك الحديث جملة ، وكان في مذهبه ارتفاع ، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل ، وكل عيوب الضعفاء مجتمعة فيه " .