responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني    جلد : 1  صفحه : 90


تأثيرها من بدنها إلى بدن أخر اتخذ تمثال ذلك الغير ووضعه عند الحسن ليشتغل الحسن به فيتبعه الخيال عليه وأقبلت النفس الناطقة عليه فقويت التأثيرات النفسانية والتصرفات الروحانية ولذلك أجمعت الأمم على انه لا بد لمزاول هذه الأعمال من الانقطاع عن المألوفات والمشتهيات وتقليل الغذاء والانقطاع إلى مخاطبة القلب فلما كانت هذه الأمور أتم كان ذلك التأثير أقوى فإذا اتفق ان كانت النفس مناسبة لهذا الأمر نظر إلى ماهيّتها وخاصيتها عظم التأثير والسبب اللمي فيه ان النفس إذا اشتغلت بالجانب الواحد استعملت جميع قوتها في ذلك الفعل وإذا اشتغلت بالأفعال الكثيرة تفرقت قوتها وتوزعت على تلك الأفعال فتصل إلى كل واحد من تلك الأفعال شعبة من تلك القوة وجدول من ذلك النهر وامّا الرقى فان كانت معلومة فالأمر فيها ظاهر لان الغرض منها ان حس البصر كما شغلناه بالأمور المناسبة لذلك الغرض فحس السمع تشغله ( أيضا ) بالأمور المناسبة لذلك الغرض فان الحواس متى تطابقت نحو التوجه إلى الغرض الواحد كان توجه النفس إليه ( حينئذ ) أقوى وامّا إذا كانت بألفاظ غير معلومة حصلت للنفس هناك حالة شبيهة بالحيرة والدهشة ويحصل للنفس في أثناء ذلك انقطاع عن المحسوسات وإقبال على ذلك الفعل وجد عظيم فيقوى تأثير النفساني فيحصل الغرض وهكذا القول في الدخن قالوا فقد علم ان هذا القدر من القوة النفسانية مستقل بالتأثير فإن انضم النوع الأول من السحر وهو الاستعانة بالكواكب وتأثيراتها عظم التأثير قوله الاستعانة بالأرواح الأرضية قال في البحار اعلم ان القول بالجن ممّا أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة والمعتزلة امّا أكابر الفلاسفة فإنهم ما أنكروا القول به الا انهم سموها بالأرواح الأرضية إلى ان قال ثمّ ان أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا ان الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بإعمال سهلة قليلة من الرقى والدخن والتجريد فهذا النوع هو المسمى بالعزائم وعمل تسخير الجن قوله التخيلات والأخذ بالعيون مثل راكب السفينة يرى نفسه ساكنا والشط متحركا قال في البحار هذا النوع مبنى على مقدمات إحديها ان أغلاط البصر كثيرة فإن راكب السّفينة إذا نظر إلى الشط رأى السفينة واقفه والشط متحركا وذلك يدل على ان السّاكن يرى متحركا والمتحرك يرى ساكنا والقطرة نازلة يرى خطا مستقيما والزبالة التي تدار بسرعة ترى دائرة والقبة ترى في الماء كالاجاصة والشخص الصغير يرى في الضباب عظيما وكبحار الأرض التي تريك قرص الشمس عند طلوعها عظيما فإذا فارقته وارتفعت صغرت واما رؤية العظيم من البعيد صغيرا فظاهر فهذه الأشياء قد هدت العقول إلى ان القوة الباصرة قد تبصر الشيء على خلاف ما هو عليه في الجملة لبعض الأسباب العارضة وثانيتها ان القوة الباصرة انما تقف على المحسوس وقوفا تاما إذا أدركت المحسوس له في زمان له مقدار ما فأمّا إذا أدركت المحسوس في زمان صغير جدا ثم أدرك بعده محسوسا أخر وهكذا فإنه يختلط البعض بالبعض ولا يتميز بعض المحسوسات عن بعض ولذلك كان الرحى إذا أخرجت من مركزها إلى محيطها خطوط كثيرة بألوان مختلفة ثم استدارت فان الحس يرى لونا واحدا كأنه مركب من كل تلك الألوان وثالثتها ان النفس إذا كانت مشغولة بشيء فربما حضر عند الحس شيء أخر فلا يشعر به الحس البتة كما انّ الإنسان عند دخوله على السّلطان قد يلقاه انسان ويتكلم معه فلا يعرفه ولا يفهم كلامه لما ان قلبه مشغول بشيء أخر وكذا الناظر في المرأة فإنه ربما قصد ان يرى قذاة في عينه فيراها ولا يرى ما هو أكبر منها ان كان بوجهه أثر أو بجبهته أو بسائر أعضائه التي تقابل المرأة وربما قصد ان يرى سطح المرأة هل هو مستو أم لا فلا يرى شيئا ممّا في المرأة إذا عرفت هذه المقدمات سهل عندك تصور كيفية هذا النوع من السحر وذلك لان المشعبد الحاذق يظهر عمل شيء يشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه حتى إذا أستفرغهم الشغل بذلك الشيء والتحديق نحوه عمل شيء شيئا أخر بسرعة شديدة فيبقى ذلك العمل خفيا التعاون الشيئين أحدهما اشتغالهم بالأمر الأول والثاني سرعة الإتيان بهذا العمل الثاني و ( حينئذ ) يظهر لهم شيء أخر غير ما انتظروه فيتعجبون منه جدا ولو انه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد ان يعمل ولم يتحرك النفوس والأوهام إلى غير ما يريد إخراجه لفطن الناظرون لكل ما يفعله فهذا هو المراد من قولهم ان المشعبد يأخذ العيون إلى غير الجهة التي يحتال قوله الأعمال العجيبة التي يظهر من تركيب الآلات المركبة على نسب الهندسة كرقاص يرقص وفارسان يقتتلان وزاد في البحار قوله وكفارس على فرس في يده بوق كلما مضت ساعة من النهار ضرب البوق من غير ان يمسه أحد ثم قال ومنها الصور التي تصورها الروم وأهل الهند حتى لا يفرق الناظر بينها وبين الإنسان حتى يصورونها ضاحكة وباكية وحتى يفرق فيها بين ضحك السرور وضحك الخجل وضحك الشامت فهذه الوجوه من لطيف أمور التخاييل وكان سحر سحرة فرعون من هذا الضرب ومن هذا الباب تركيب صندوق الساعات ويندرج في هذا الباب علم جرّ الأثقال وهو ان يجر ثقلا عظيما بآلة خفيفة وهذا في الحقيقة لا ينبغي ان يعد من السحر لان لها أسبابا معلومة معينة من اطلع عليها قدر عليها الا ان الاطلاع عليها لما كان عسرا شديدا لا يصل إليه الا الفرد بعد الفرد لا جرم عد أهل الظاهر ذلك من باب السحر قوله أو الدخن المسكرة الظاهر انه عطف على قوله ان يجعل قوله تعليق القلب قال في البحار السّابع من السحر تعليق القلب وهو ان يدعى الساحر انه قد عرف الاسم الأعظم وان الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور فإذا اتفق ان كان السامع ضعيف العقل قليل التميز اعتقد انه حق وتعلق قلبه بذلك وحصل في نفسه نوع من الرعب والمخافة فإذا حصل الخوف ضعفت القوى الحاسة ( فحينئذ ) يتمكن الساحر من ان يفعل ما شاء وان من جرب الأمور وعرف أحوال أهل هذا العالم علم ان لتعلق القلب أثرا عظيما في تنفيذ الأعمال وإخفاء الأسرار قوله الثامن النميمة قال في البحار النوع الثامن من السحر السعي بالنميمة والتضريب من وجوه خفية لطيفة وذلك شائع في الناس قوله فأقرب أقاويل السحر إلى الصواب انه بمنزلة الطبّ الذي فهم منه ( المصنف ) ( رحمه الله ) كما يعطيه الإشارة إليه بحكمه بان خبر الاحتجاج يدل على جواز دفع السحر بالسحر هو ان أقرب ما يقال عليه السحر من أنواعه إلى الصواب هو ما كان بمنزلة الطب بان استعمل في مقام علاج المسحور وليس المراد انه وقع الخلاف في حقيقة السحر وتشتت فيها الأقوال وان أقربها إلى الحق انه بمنزلة الطب لعدم صحة ذلك إذ ليس السحر بقول مطلق الشامل لجميع أقسامه بمنزلة الطب بل خصوص ما استعمل في مقام دفع السحر ويدل على كون الأول هو المراد انه ( عليه السلام ) قسم السحر إلى أقسام ثم عقبها بالفقرة المذكورة هذا ولكن يوهن المعنى الأول ان حق التعبير عنه هو ان يقال فأقرب أقاويل السحر من الصواب ما كان بمنزلة الطب فتدبر قوله ( عليه السلام ) ولبست المسوح قال في المصباح المسح البلاس والجمع مسوح مثل حمل وحمل قوله ولعلهم حملوا ما دل على الجواز مع اعتبار سنده على حالة الضرورة وانحصار سبب الحل فيه لا مجرد دفع الضرر مع إمكانه بغيره من الأدعية والتعويذات إذ إبطال السحر رفع مسببه كما يشهد به التعبير بالحل يعني انهم حملوا ما دل على

90

نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست