( كان رجلًا ثقة ديّناً فاضلًا رضي اللَّه عنه ) [1] . 32 أحمد بن عبد اللَّه بن مهران ، المعروف بابن خانبة ( بالخاء المعجمة ، والنون المكسورة بعد الألف ، والباء الموحّدة بعدها ) تقدَّم في الشعبة الثانية . قال العلامة : ( وكان كاتب إسحاق بن إبراهيم ، فتاب وأقبل على تصنيف الكتاب ، وكان أحد غلمان يونس بن عبد الرحمن ، وكان من العجم ، انتهى ) [2] . أقول : الظاهر أنَّ الَّذي كان كاتب إسحاق بن إبراهيم هو أحمد بن عبد اللَّه الكرخي ، وهو غير هذا واشتبه ذلك على العلامة ، ولعلَّ منشأ ذلك ما ذكره الكشّي في أحمد بن عبد اللَّه الكرخي ، حيث روى عن عليّ بن محمَّد القتيبي ، أنَّه قال : ( حدَّثني طاهر بن محمَّد بن عليّ بن بلال ، وسألته عن أحمد بن عبد اللَّه الكرخي ، إذ رأيته يروي كتباً كثيرة عنه ، فقال : كان كاتب إسحاق بن إبراهيم ، فتاب وأقبل على تصنيف الكتب ، وكان أحد غلمان يونس بن عبد الرحمن ، يعرف به ويعرف بابن خانبة ، وكان من العجم ، انتهى ) [3] وإنَّما عرف العلامة الاتّحاد لقوله : ( ويعرف بابن خانبة ) حيث أعاد الضمير في قوله : ( يعرف به ) إلى الكرخي ، يعني يعرف أحمد بن عبد اللَّه هذا بالكرخي وبابن خانبة ، وأنت بعد التأمّل فيما ذكره الكشّي هنا والشيخ والنجاشي في ابن خانبة تذعن بوجود المغايرة ، وأنَّ الضمير في قوله : ( يعرف به ) عائد إلى يونس يعني يعرف بيونس بن عبد الرحمن وبابن خانبة ، لكونه من أتباعهما ، والدليل على ذلك أنَّ الشيخ قال في ابن خانبة
[1] الخلاصة : القسم الأوّل ، ص 19 . [2] الخلاصة : القسم الأوّل ، ص 15 . [3] الكشّي : الرقم 1071 ، ص 566 ، وفيه : « أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال » .