ناحية المسجد ، يا أبا بكر ، ويا عمر ! قالا : مالك يا بريدة ، أجُنِنت ؟ فقال لهما : واللَّه ما جُننت ولكن أين سلامكما بالأمس على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ؟ فقال له أبو بكر : يا بريدة ! الأمر يحدث بعده الأمر ، وإنَّك غبت وشهدنا ، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب . فقال لهما لعنهما اللَّه وتابعيهما : رأيتما ما لم يره اللَّه ورسوله ووفى لك صاحبك بقوله : لو فقدنا محمَّداً لكان قوله هذا تحت أقدامنا ، ألا إنَّ المدينة حرام عليَّ أن أسكنها حتّى أموت ، فخرج بريدة بأهله وولده ، فنزل بين قوم بني أسلم ، فكان يطلع في الوقت دون الوقت ، فلما أُفضي الأمر إلى أمير المؤمنين عليه السلام سار إليه وكان معه حتّى قدم العراق ، فلمّا أُصيب أمير المؤمنين عليه السلام صار إلى خراسان فنزلها ولبث هناك إلى أن مات رحمه اللَّه تعالى [1] . 27 بكر بن محمَّد الأزدي . قال العلَّامة رحمه اللَّه : ( قال الكشّي : قال حمدويه : ذكر محمَّد بن عيسى العبيديّ بكر بن محمَّد الأزديّ ، فقال : خيّر فاضل ، وعندي في محمَّد بن عيسى توقف ، انتهى ) [2] . أقول : سيأتي أنَّ محمَّد بن عيسى ثقة ، مع أنَّ النجاشي قال : ( بكر بن محمَّد بن عبد الرحمن بن نعيم ، الأزديّ الغامديّ ، أبو محمَّد ، وجه في هذه الطائفة ، من بيت جليل بالكوفة من آل نعيم الغامديين ، عمومته شديد وعبد السلام وابن عمّه موسى بن عبد السلام وهو كبير [3] ، وعمّته غنيمة روت عن أبي عبد اللَّه وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكر ذلك أصحاب الرجال ، وكان ثقة ، وعمّر عمراً طويلًا ) [4] . 28 بكر بن محمَّد بن حبيب بن بقيَّة ، أبو عثمان المازنيّ ، إمام الأدب .
[1] إرشاد القلوب : ج 2 ، ص 130 - 131 . [2] الخلاصة : القسم الأوّل ، ص 26 . [3] في المصدر : « وهم كثيرون » بدل « وهو كبير » . [4] النجاشي : الرقم 273 ، ص 108 .