نام کتاب : سماء المقال في علم الرجال نویسنده : أبو الهدى الكلباسي جلد : 0 صفحه : 26
( فضل الدراية عند العلماء ) قال الشهيد الثاني رحمه الله : وأما علم الحديث فهو من أجل العلوم قدرا وأعلاها رتبة وأعظمها مثوبة بعد القرآن . . . وهو ضربان : رواية ودراية . . . والثاني وهو المراد بعلم الحديث عند الإطلاق ، وهو علم يعرف به معاني ما ذكر ومتنه وطرقه وصحيحه وسقيمه وما يحتاج إليه من شروط الرواية ، وأصناف المرويات ، ليعرف المقبول منه والمردود ، ليعمل به ، أو يجتنب . وهو أفضل العلمين ، فإن الغرض الذاتي منهما هو العمل ، والدراية هي السبب القريب له [1] . قال المحدث النوري رحمه الله : اعلم أن علم الحديث علم شريف ، بل هو أشرف العلوم ، فإن غايته الفوز بالسعادة الأبدية والتحلي بالسنن النبوية ، والآداب العلوية ، وبه يدرك الفوز بالمعارف الحقة ما لا يدرك من غيره . ومنه يتبين الحلال والحرام ، والفرائض والسنن ، وطرق تهذيب النفس وصفاتها [2] . قال صاحب المعالم رحمه الله : إن إعطاء الحديث حقه من الرواية والدراية ، أمر مهم لمن أراد التفقه في الدين . . . وقد كان للسلف الصالح رضوان الله عليهم ، مزيد اعتناء بشأنه وشدة اهتمام بروايته وعرفانه . . . ، ثم خلف من بعدهم خلف ، أضاعوا حقه وجهلوا قدره ، فاقتصروا من روايته على أدنى مراتبها وألقوا حبل درايته على غاربها [3] .