نام کتاب : رجال الشيعة في أسانيد السنة نویسنده : محمد جعفر الطبسي جلد : 1 صفحه : 13
لقد كان رجال الشيعة من المبادرين لتدوين الحديث وإرساء علومه منذ الأيام الأولى للاسلام ، فهذا أبو رافع - مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن خلص أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وقد تولى بيت مال الكوفة أيام خلافته - كان أول مبادر لتدوين الحديث بعد الإمام ( عليه السلام ) وكتابه المسمى " كتاب علي " الذي دون فيه أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وأبو رافع هذا هو صاحب كتاب " السنن والأحكام والقضايا " [1] ولم يكن وحده في هذا الميدان ، بل كان معه سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري في كتابيهما " حديث الجاثليق " للأول ، وكتاب " الخطبة " للثاني ، وهما من أخلص أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهناك غيرهم ممن تصدروا ما أستطيع تسميته بالرعيل الأول ، الذي أخذ على عاتقه تدوين الحديث ، وكان منهم عبيد الله بن أبي رافع ، وعلي بن أبي رافع ، والأصبغ بن نباتة ، والحارث بن عبد الله ، وربيعة بن سميع ، وميثم التمار . ولسنا بصدد تعدادهم وتفصيل الكلام في آثارهم ، ولكنا نريد أن نقدم دليلا مختصرا وميسرا على أن رجال الشيعة كانوا السباقين إلى رواية الحديث والاهتمام به ، ويمكننا بالتالي دحض الادعاءات القائلة بأن الشيعة لم يكن لهم اهتمام بالحديث وروايته . وأخيرا فإن مجاميع الحديث عند إخواننا السنة تكفي وحدها لأن تكون شاهدا حيا آخرا لقولنا وتفنيد تلك الادعاءات والافتراءات التي لم تكن دوافعها بعيدة عن البغض لمدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ولمنتسبيها وإن وصفت شخصيات الرواة في مجاميع الحديث السنية من قبل البعض بعدم الثقة مرة ، وبالتضعيف أخرى ، وبالجرح ثالثة . . . وكأن صفة الثقة أو قبول رواياتهم أمر محرم على هؤلاء وممنوع