نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 87
وبعد أن أكمل حديثه حانت من الولد البار الشاكري التفاتة إلى والده الروحي ، فوجد إحدى عينيه حمراء ملتهبة كأنها علق دم من كثرة الكتابة والمطالعة ، وشاهده في حالة يرثى لها من الإجهاد والانهيار والتعب ، فقال له : شيخنا ، الله الله في صحتك ، ورفقا بحالك وحالنا ، أنتم اليوم لستم ملكا لأنفسكم فحسب بل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وللأمة الإسلامية كلها . قال له هذه الكلمات وهو ينظر إليه ويرى آيات التعب والنصب قد بدت على محياه ، غير أنه ( قدس سره ) ذلك البطل العملاق ، بل ذلك الجبل الأشم ، عرفه كل من عرفه لا يعبأ بمثل هذه الأتعاب ولا تحركه العواصف ، ولا يخضع إلا أمام هدفه السامي المقدس ، الذي تحدوه إليه عقيدة راسخة وقدم ثابت في ميدان الولاء للنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأهل بيته الأطهار ( عليهم السلام ) . فهو شديد الولاء عميق الإيمان متفان في حب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، لا يبالي في تحقيق أهدافهم أن تدك السماء أو تصعد الأرض إلى السماء . فقال الشاكري لسماحته : هل لكم من عمل أقوم بإنجازه خدمة لسيدي ومولاي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ فرمى إليه الشيخ بطرفه الكريم وقد انفتحت أسارير وجهه ، وعلته ابتسامة وتهلل فرحا وهو يقول : نحن الآن في أمس الحاجة إلى تصوير كمية من هذا التراث الإسلامي ونقله إلى جامعة النجف الأشرف ، ليقف عليه الباحثون من رجالاتنا هناك . وحين أعلمه الشاكري أنه مستعد لدفع ثمن ذلك مهما كلف . استبشر الوالد وانشرح صدره وظهرت عليه آيات السرور ، وكأن هما ثقيلا قد أزيح عنه ، وقال : كنت قبل قليل أدعو الله وأتضرع إليه بحق سيدنا ومولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يقيض لي رجلا من مواليه ومحبيه يقوم بهذه المهمة ، ولم أنته من دعائي وتضرعي إلا وأنت قائم على رأسي ، فهنيئا لك ، ودعا له بالتوفيق وقبول الأعمال . فقال الشاكري : ما كان بالحسبان أن أزوركم في دمشق ، فإني كنت على وشك أن أعود إلى العراق ، ولكن بجذب ملكوتي خطر في ذهني أن أزوركم أولا ثم
87
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 87