نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 86
ففي عام ( 1384 هجري قمري ) عزم شيخنا الوالد ( قدس سره ) على السفر إلى سوريا ، وكان غرضه من تلك الرحلة هو البحث عن المصادر التي لا تزال مخطوطة ، ولم يقدر لها أن تخرج إلى عالم النور وتحتل مكانتها بين المطبوعات ، وتعتبر من أهم الأسانيد والمصادر التي نشير إليها في مطبوعاتنا وكتبنا ونرجع إليها ، وهي من نفائس آثار السلف ومن كنوز التراث الإسلامي ، وتزخر بها مكتبات دمشق ، كالمكتبة الظاهرية ومكتبة الأوقاف ، وكان غرضه من وراء كل ذلك إنجاز سفره الخالد وموسوعته الكبرى " الغدير " . وكان الأستاذ الشاكري عمدة تهيئة متطلبات السفر وإقامة شيخنا الوالد في الشام ، حيث أقام فيها زهاء أربعة أشهر ، وعرضت للشاكري في تلك الفترة سفرة إلى أوربا في بعض شؤونه التجارية ، وعند عودته إلى بلده عرج على دمشق بدافع رباني ليطمئن على صحة الوالد ويلبي حاجاته ، وما إن هبطت الطائرة في مطار دمشق حتى أسرع توا إلى المكتبة الظاهرية ، حيث يقيم الوالد في غرفة خاصة خصصت له من قبل الأساتذة الأفاضل أعضاء المجمع العلمي وأسرة المكتبة ، تكريما له واعترافا بمكانته العلمية . وحينما دخل عليه في غرفته الخاصة تلك شاهد العلامة الكبير غارقا بين مئات الكتب النفيسة مشتغلا بالمطالعة ، فسلم عليه وما أن رفع الوالد طرفه الكريم ليرد عليه السلام حتى قام من مكانه وضمه إلى صدره ، وعانقه معانقة الوالد الولهان لولده متبسما في وجهه ، وقد أولاه من عطفه الأبوي ما يملأ النفس ارتياحا . وكان يسأل عن أفراد عائلته ويتفقد أحوالهم واحدا واحدا ، كما هو ديدنه في رسائله وعندما يجتمع معه . وبعد أن استقر به المجلس وتجاذبا أطراف الحديث - والحديث ذو شجون - وأراه إنتاجه الجبار الرائع ، ومنه أنه ( رحمه الله ) استنسخ من نفائس الكتب الخطية بيده الشريفة زهاء ألف وثمانمائة صفحة بالحجم الكبير ( فولوسكاب ) وطالع مئات الكتب الخطية والمراجع والمصادر .
86
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 86