نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 395
هاديا مهديا ، يأخذ بالناس إلى الطريق المستقيم والمهيع الحق . فالغدير ألف هذا ، والغدير يحدث حول ما قيل في هذا البحث ، وكشف للناس أمورا كانوا غافلين عنها - وإن كانت في الكتب - وعن أنباء أصبحت نسيا منسيا ، فأظهر صورها من كتاب الله - دامت قدسيته - وسنة نبيه الذي لا ينطق عن الهوى ، وقول المحدثين والمفسرين ، وكلام أهل السير والتاريخ ، ونثر الأدباء وقصائد الشعراء . ولم يكتف بما قيل سابقا من هذا ، ولم يقنع بما سطرته أقلام القرون الأولى ، حتى صال وجال وتوسع بتراجم الرجال ، وامتد إلى كل بحث يمت بصلة ما إليه ، وينسب بوشيجة مضارعة ومشابهة بوجه من الوجوه معه . فهو موسوعة تذكر كلام المادح والقادح والمحكم والمتشابه ، ثم يدحض كل حديث مفترى ، وقول مشين ، واعتقاد فاسد ، ولفظ دخيل ، وجملة نكراء ، أريد بها إلصاق تهم باطلة ، وآراء فاسدة بالمرتضى علي ( عليه السلام ) ، وبوالده شيخ الأبطح أبي طالب ، وأهله ، وذويه ، وأبنائه ، وأحفاده ، وذريته ، وعترته ، وأشياعه ، وأتباعه الأموات والأحياء ، ما هم براء منها ، وبين ما للإمام علي ( عليه السلام ) من خصائص وما للأوصياء من مزايا وفضائل بكلام مسهب ، وسياق رصين ، وسباق متين . هذا ما لمسته من " الغدير " حينما أرسل إلي بعض أجزائه العلامة محمد الحسين المظفر حفظه الله وأبقاه صاحب المؤلفات النافعة الدالة على رجحان عقله وقوة بيانه ، والذي رأيت فيه فكر العلماء ، وثقابة العرفاء ، وأخلاق الخيار ، وسمة الصلحاء الأبرار . وهذا الذي جعلني أمرح وأسر حينما علمت بتجديد طبع أجزائه الأول لأنني على علم بنفادها ، وعلى اطلاع انها تحوي أبحاثا جمة ، وعلما وافرا ، وأمورا كانت كأن لم تكن ، ولكن بنشرها بالغدير عاد للعالم ما فاته ، وللباحث ما يرجوه ، وللمؤرخ ما يجهله ، وللمفكر ما يستند عليه عقله ، ويستنتجه من أسباب وأحوال .
395
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 395