نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 390
سيدي المفضال ! أرسلت تخبرني بأنك رأيت أن ترسل لي الغدير الكبير بدلا من الجدول الصغير ، وأعلمتني أن قيمته وإن غلت وعلت فإنني عندك أغلى وأعلى ، والحقيقة هو أن ذاتك الصافية وشخصيتك المثلى تجلى نورها على مرآة نفسك الطاهرة ، فانعكس ضياؤها على لوح وجودك ، وتراءى لك من شعاعها ونورها ما حدثتني به وأنت الصادق ، ولكن ينبوعه أنت وليس له نبراس سواك ، أدامك الله لي وللناس سراجا وهاجا ، وجعلني عند حسن ظنك ووفقني وحببني إلى من يحبه ويرضاه ورضي عنه . سيدي أخذت " الغدير " وقرأته وقبل أن أصل عبابه عمت فيه ، وغرفت منه ، وذقت طعمه ، فإذا هو الغدير الأول بماء غير آسن ، يفيض عذوبة أصفى من قطرات المزن ، ومدامة أعبق وأطيب من شذا المسك ، وألذ من كل شراب . ولولا من وضع حوله السدود ، وأقام أمامه الحواجز من العصور الأولى لكان مضيئا على وجه البسيطة وينتفع به خلق الله أجمعين . وما أعظمه من غدير وقف فيه الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوصي أصحابه وأمته بابن عمه ويحضهم على التمسك بهديه وراء زوج ابنته الزهراء ووالد السبطين عليهم الصلاة والسلام . ولكن ، كان أمر الله قدرا مقدورا ، وتلك أمة قد خلت ، ونحن الناشئة إن عتبنا على الأولين ، فإن عتبنا على الخلف أشد وأعظم ، وعلى المؤرخين الجدد من أبناء عصرنا هذا أهل السنة أوسع وأكبر . كنا نسمع من أساتذتنا أساتذة الأخذ والتأليف عفى الله عنهم إن كانوا لا يعلمون : إن قصه الغدير أسطورة صنعها الشيعة ، وأيدها ملوكهم لحوائج سياسية . وهذا مبلغنا أو مبلغهم من العلم إذ ذاك ، أما في زمننا هذا وبعد ما قرأت بعض فصول وأبواب وأجزاء الغدير ، أراني أمامي بحر زاخر لا غدير سائل فيه اللؤلؤ والمرجان والدر الوضاء ، نعم ، فيه الحجة البالغة ، وفيه البرهان الصريح ، وفيه العلم الوافر ، وفيه ما ليس في وسعي أن أحصيه وأعدده ، كلها تنطق : ان
390
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 390