نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 374
العرب ، بل على التاريخ ، فإن المداد الذي يجري من شق يراعك الثبت يستحيل - حين تشرفه بذكر الفاطميين - ألسنة من نور ناطقة بحق آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منذ اليوم حتى تدول دولة القلم في آخر الدهر ويرث الله الأرض وما عليها . وإنما أعتذر إليك عن تأخيري الجواب اعتذارا يسرك ، حتى لتؤثره على أداء الواجب ، ذلك اني كنت في الآونة الأخيرة اختلس الفترات التي يهادنني فيها المرض لأنظم " يوم الغدير " في ملحمة تناولت فيها أهل البيت منذ الجاهلية حتى ختام مأساة كربلاء ، وقد أربى عدد أبياتها على ثلاثة آلاف وخمسمائة ، وجعلت عنوانها " عيد الغدير " وعما قريب سأدفعها للمطبعة [1] ومما قلته في شرح مقطع " حديث الغدير " : وعندي أن أفضل المؤمنين في الغدير وأقدرهم على جمع الوثائق الصحيحة ، وأوسعهم نظرا هو العالم الفاضل الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي ، وهو آية في التنقيب ، وعمق الاطلاع وطول الأناة . وهذا يا سيدي الشيخ أقل من القليل بجانب فضلك ، ومقابل ما أفدت من مؤلفاتك ، ولقد أشرت في الهامش إلى ما أخذته عنك عند الكلام على ابن العاص ، ولو استنسبت أن آخذ عن المصادر الشيعية لجعلتك المرجع الأوحد ، لأن أسفارك النفيسة ليست فقط مجمع أحاديث بل دائرة معارف يقر فيها البيان ، ويطمئن التاريخ ، وتنفتح آفاق المعرفة ويخضوضر الشعر ، حتى لتغمر القارئ موجة من الغبطة ، فلا يشعر إلا وشفتاه تهتفان بلفظتين خفيفتين على اللسان ، ثقيلتين في الميزان : الله أكبر . وقد أخذت - أكثر ما أخذت - عن الثقات من مؤرخي السنة لئلا يكون للمعترضين حجة ، ويعلم الله أني لم أقل إلا حقا ، فإن من يشرف قلمه بذكر أبي الحسن لأغنى الناس عن ابتداع الأساطير ، وإنما يبحث عن قطرة الماء ، أو يعتصر الشوك ظامئ يهيم في البيداء ، ولكن جار الفراتين والنيل لا يعطش أبدا . والأدلة على عظمة أمير المؤمنين - بل أمير العرب - لأجل من أن تحصى ، وشأن
[1] طبعت في 317 صحيفة في بيروت في مطبعة النسر 14 كانون الثاني 1947 م .
374
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 374