نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 361
كلمته والدفاع عن حقه ، وناصر ابن عمه بروحه وجسمه وطاعته وولائه ، وبذل جهده وإخلاصه ونفسه للذين تولوا أمور المسلمين على أن يكونوا لدين الله ناصرين ، وبكتابه عاملين ، ولرعيته راعين ، ولتعاليمه حافظين ، ولرسالته مؤيدين ، ولهديه تابعين . كان في مبادئه وأخلاقه وأعماله مثلا أعلى لما رسمه الإسلام لتابعيه ، وكان سيد الفصاحة والبلاغة ، وباب العلم والاجتهاد ، وسيف النبي على الأعداء ، وصاحب الإرادة التي لا تلين لمطمع أو غاية ، والإمام الورع كرم الله وجهه وطهره وآله وعترته من الرجس وعصمهم عن الزيغ ، وأوجب عباده محبتهم ، ووهبهم جمال الخلق ، وصفاء السريرة ، وحسن الطوية ، وعفة اليد واللسان ، وحباهم بالصبر والثبات . أما والعالم الإسلامي اليوم لفي حاجة إلى إبراز ما منح الله تلك الشخصية الفذة من الصفات ، والمزايا ، والفضائل ، والسياسة ، والتدبير ، لتكون رائد المؤمنين في حياتهم أينما كانوا وحيثما تولوا ، يتبعونها بروحهم وأفكارهم ، فينالهم الشفاء ، وتنفحهم الهداية بنعمائهم ونفحاتها العلوية ، فتنقى أرواحهم وقلوبهم من أدران المدنية الكاذبة ، وتصفى عقولهم من هواجس الشك ونزوات الإلحاد . فإن كتاب " الغدير " وما فيه من : سنة ، وأدب ، وعلم ، وفن ، وتاريخ ، وأخلاق ، وحقائق ، وتتبعات ، وأقوال لجدير ، بالاطلاع عليه والإحاطة به ، وخليق بكل مسلم اقتناؤه ، فيعلم كيف قصر المؤرخون ، وأين هي الحقيقة . وبذلك نتفادى نتائج التقصير ، والإهمال ، وننال الأجر والثواب في إقرار الحقائق واتباع الأوامر ، وجمع الكلمة ، وتوحيد العقائد والمذاهب ، وإجماع الرأي ، لعلنا ننهض وينهض من آلمهم ما وصل إليه المسلمون ، ويستيقظ الجميع وقد عاد إليهم رشدهم وعزهم وقوتهم وما ذلك على الله بعزيز . أبارك عملكم ، وأشكر هديتكم ، وأرجو دوام سعيكم ، ولسيدي الأستاذ الجليل أن يتقبل احترام أخيه وتمنياته بدوام صحته ، وأن يتفضل بإعلامه عن
361
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 361