نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 360
وفي كل ما حدث بقي العالم الإسلامي بعيدا عن فهم الحقيقة ، حقيقة الحدث التاريخي الذي لو عمل به صحابة العهد النبوي ، ونفذ ما جاء في الوصية حسبما أراده الرسول الأمين ، والمؤسس الأعظم ما وقع ما وقع ، وأصاب المسلمين ما أصاب من بلاء الشقاق ، وشقاء الاختلاف ، ولبقيت وحدة المسلمين متماسكة الحلقات ، سليمة من النوازع والرغبات ، وسارت الخلافة تحفها مواكب النصر ، وتظلها أعلام الهدى والرشاد في طريق القوة والإجماع ، كما رسم خططها الرسول ، فلا يتولاها إلا ذو استعداد ، وكفاية ، وعلم ، وإرادة ، وشجاعة ، وقوة ، وحزم ، وثبات ، وإدراكه ادراك صحيح لسياسة الشريعة ، وحكمته حكمة عادلة تجمع بين الدين والدنيا ، وخلقه خلق النبوة ، وسيرته سيرة المصلح ، وهديه هدي القرآن ، وحياته حياة الزاهد في حطام الدنيا وزينتها ولذاتها ، وعمله عمل الحق والرحمة والمحبة ، وسيفه سيف الحكيم الخبير بمواطن الداء ، وحكمه حكم القاضي الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم ، ويده يد الجبار على الظالم ، ويد الرحيم مع الضعيف ، وعلمه الذي يقيس القضايا بمقاييس العقل والحق والصالح العام ، والتجرد عن كل ما يخالف أمر الله ، يريد وجهه في كل عمل وقول . أما الواقع كان خلاف ما يجب أن يكون ، وحدث ما ليس في الحسبان ، وأضاع العرب الفرصة والزمان ، وخسر المسلمون رجالاتهم وقوتهم وهم في أول نشأتهم في منابذات ومنازعات ، ما أغناهم عنها ! ولولاها لدوخوا العالم ، ودكوا العروش ، ونشروا ألوية السلام في أقل من نصف قرن ، ولبسطوا سلطانهم على العالم ، وأسسوا هدى شريعتهم دون عناء . أما وقد انطوت أحداث التاريخ على ما لا يحمد وما يحمد خلال تلك القرون ، فليكن لنا منها عبرة وبعث ينشطنا إلى بسط الحقائق ، وربط الوقائع ، وبيان العلل والأسباب ، وكشف النتائج ، معتمدين على منطق العلم والعقل والتجارب ، ومنهج جمع الشمل ، ولثم الجروح ، حتى لا تشوب مباحثنا شائبة الزيغ أو التقصير أو الإهمال ، فنطهر سيرة ذلك الوصي الذي عاش لله ودينه ، واستشهد في سبيل إعلاء
360
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 360