نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 280
وأخيه أبي الفضل العباس ( عليهما السلام ) ، وكان الوقت ظهرا وفي عز الصيف ، وصلت قريبا من موقف السيارات المتجه إلى النجف سلم علي شاب مؤدب ، لباسه " چاكيت وبنطلون " من سكان كربلاء وقال : هل تشرفت إلى الحرم وأديت مراسيم الزيارة ؟ قلت : نعم وكانت عندي حاجة عند الإمام الحسين والآن أريد العودة إلى النجف الأشرف ، قال لي الشاب : شيخنا في هذا الوقت في عز الحر ! وأنت عازم قطع هذه الصحراء القاحلة هذا غير صحيح وخطر ، لا سمح الله لو تعطلت السيارة في الطريق فأنت تعرض حياتك للخطر ، أنا ابن فلان ، فعرفته ، أرجوك أن تتفضل معي وتستريح في داري ، وبعد الغداء وأخذ القيلولة والراحة ، ترجع سالما إلى النجف الأشرف . استجبت دعوته وذهبت معه إلى داره ، وبعد أداء صلاة الظهر والعصر ، قدم لي الشاب الغداء ، وبعده أخذني إلى مكان آخر لآخذ قسطا من الراحة والنوم ، وقبل أن يتركني جاء برزمة كتب غير مرتبة وعليها غبار متراكم وقدمها بين يدي وقال : شيخنا إني ما توفقت لاتباع منهج أجدادي وآبائي في التحصيل ودراسة العلوم الدينية ، لكن والدي ترك لي هذه الرزمة من الكتب لتكون تذكارا له عندي ، وهي الآن تحت تصرفكم ، قال هذه الكلمة وودعني وتركني وحدي فأخذت أزيل الغبار والأتربة عن الكتب وأول كتاب أخذته كان ذلك الكتاب الذي أبحث عنه ، وبمجرد أن أمسكته بيدي سجدت لله شكرا على هذه النعمة التي مدني بها عالم الخفيات والتي أرشدني إليها إمامي وسيدي أمير المؤمنين وولده الإمام الحسين ( عليهما السلام ) . وأردف العلامة الشهرستاني : على الرغم من المخاطر المحيطة بالعلامة الأميني إلا أنه لا يترك زيارة العتبات المقدسة لا سيما حرم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكان يبكي بكاء شديدا عندما يقف أمام الضريح المطهر ويتذكر مظلوميته ( عليه السلام ) ، وكان مولعا بالزيارات إلى جنب تأليفاته ، وكان يستوحي من الإمام حل كل معضلة تلم به لا سيما في ما يخص تأليفاته ، كالعلامة الحلي الكبير ( رضي الله عنه ) الذي كان
280
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 280