نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 275
تعني وقوف المسلمين صفا واحدا بوجه تخرصات الأعداء وهجماتهم ضد الإسلام والمسلمين رغم ما بينهم من الاختلافات في المسائل الفقهية والدينية . فإن بين عامة المسلمين مشتركات كثيرة في الاعتقاد بالله الواحد وبنبوة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبالقرآن ، والقبلة ، والصلاة ، والصوم ، والحج ، والنكاح ، والمعاملات ، وطريقة التربية للأطفال ، وليس بينهم إلا اختلافات جزئية لا تكاد تذكر فللمسلمين رصيد قوي من نقاط الالتقاء والاتفاق ولا حاجة بهم لتحقيق الوحدة إلى التنازل عن اختلافاتهم في الفروع ، وبحوثهم الفقهية وغيرها . وإنما المهم عدم تعرض بعضهم إلى جرح إحساسات أهل الفرق الآخرين بالسب والشتم والتقريع ، واتهامهم والافتراء عليهم بالكذب وغيرها أو السخرية ببعضهم البعض وبعبارة واحدة الالتزام بقوله تعالى : * ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) * [1] . وإن اختلاف الشيعة مع السنة في أصول الدين وإن كان أكبر من الاختلاف الذي بين مذاهب أهل السنة أنفسهم لكنه لا يكون من باب ( الأقل أو الأكثر الارتباطيين ) بحسب تعبير الأصولين ، بل من باب ( الميسور لا يسقط بالمعسور ) ، و ( ما لا يدرك كلة لا يترك كله ) ، فإن في علي ( عليه السلام ) لنا أسوة وقدوة ، حيث ترك الثورة لا عن اضطرار ، إذ غاية الأمر أن يقتل في سبيل الله ، وقد كان " بالموت آنس من الطفل بمحالب أمه " ، وإنما تركها اختيارا لمصلحة الإسلام ، بل قد أعان وساهم حيث قال في رسالته إلى مالك الأشتر : " فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل " [2] . وقال شاكيا وموضحا استعداده للإعانة بعد أن تم تعيين عثمان بن عفان