نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 257
البصائر النافذة والروية الثاقبة ، بصير بمواضع الحق ، ومن مشاهير أهل الجدل وجله أصحاب النظر ، فتراه في مدونته هذه قد جادل فحول العلماء ، على اختلاف فرقهم ومذاهبهم وعصورهم ، وناظرهم وناقشهم وحاجهم بالحجج السواطع القواطع الملزمة ، والبينات النواصع اللوامع المسكتة ، واستظهر عليهم بدليل العقل والنقل ، وأيد مذهب الحق بالنصوص الصريحة والبراهين السديدة ، حتى أبكم الخصوم وقطعهم وقرعهم بالحق فدحض حجتهم ، وزيف برهانهم ، ورماهم بقاصمة الظهر ، وألوى أعناقهم صاغرين . لله در القائل : ولم أر أمثال الرجال تفاوتا * إلى المجد حتى عد ألف بواحد وهو في كل ذلك كان القاضي على محاكم المعقول والمنقول ، وفيصل أحكامها العادل ، قد حل دقائق الاشكال ، وأزال علل المعضلات ، برأي ثاقب ، وفكر عميق ، وحجة داحضة ، وحكم قاطع . أما لغة الكتاب وفنونه البلاغية ، فلا نغالي إذا قلنا بأنها كالروضة الأنيقة قد تفتحت أحداق وردها ، أو كنسيم الحر هب على صفحات الزهر ، تدفقت فيه جداول الفصاحة وغدران البلاغة ، تدفق اليعبوب والغيث المنهم . والخلاصة ، فهو كتاب جزيل المباحث ، جم الفوائد ، مشرق الدلالة ، قد ارتفع عن مقام المتحدي والمستدرك . وقد بلغ ناظم دره وناثر لآلئ سمطه - بعين الإلهام والتوفيق - الغاية العليا والنهاية القصوى والغرض الأقصى ، فلا غرو إذا ما ازدهت به مكتبات الدنيا ، وازدانت به مجالس العلماء ، وأنديتهم ، وتفاخرت به خزانات الملوك وأمراء البيان . أما المناهل العذاب الأخرى من مصنفات الحجة الأمين الأميني ، والتي لم تشرق بعد في آفاق العلم والأدب ، فلما تزل يد الأيام تبخل بها على طلاب المعرفة ، وتتحكم بحرمانهم من نبراسها الساطع ، ومن تلك التآليف المهمة : كتاب " الميثاق الأول " في تفسير قوله تعالى : * ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم . . . ) * .
257
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 257