responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 256


ضحايا وقرابين في سبيل المبدأ السامي وحرية العقيدة والايمان الصحيح . وفيه من الدروس الغوالي والعبر العالية ، ما يغرس في النفوس الكرامة والاعتزاز وحب الموت والفناء في سبيل الله لنيل الخلود والحياة الأبدية ، على أن سيرة أولئك الشهداء العظام كفيلة بإحياء أية أمة قد ماتت فيها عناصر الخير وروح الفضيلة ، واستكانت للذلة ، واستسلمت للعبودية ، بعد حياة الاستقلال والحرية ، وانعدمت في نفوس أفرادها معاني الرجولة والصراحة في نصرة الحق والعدالة .
أقول : إنها كفيلة بذلك ، إذا ما نهجت الأمة على سيرة شهداء الفضيلة العظماء ، وسارت على محجتهم البيضاء . وبذلك يكثر فيها أشياع الحق وحماته ، وأنصار دين الله وذادته ، وحضنة الإسلام وأعضاد العدل والاصلاح الاجتماعي العام ، لا يسكتهم عن الباطل ارتقاء المشانق ، ولا يفل عزيمتهم الإحراق والقتل ولا السم الزعاف ، ولا تقعدهم عن صيحة الحق أغلال الدهاليز والسجون والمنافي والإبعاد والتشريد ، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون .
أما دائرة المعارف الكبرى ، وهي كتاب " الغدير " - المنقطع النظير ، والذي لم تأت بمثله الأوائل والأواخر - فكان مقطع الحق ومفصل الصواب وفصل الخطاب ، فقد حاز أستاذنا الحجة المفضال " الأميني " قصب السبق ، وأحرز فوق النصال والمنال ، واستولى على الأمد ، ولا يتصل بعجاج قدمه ، ولا يدرك شأوه ، ولا يجري فرسان العلم والأدب في مضماره . فجرى في حلبته إلى أبعد الغايات وأقصى المدى .
وإن الجواد على أعراقه يجري .
فقد حوى هذا السفر النفيس الخالد على شتى العلوم والمعارف والفنون ، من تأريخ وفقه وأصول ومنطق وكلام وفلسفة وأدب وجدل ونظر ، مما تفصل به الحجة من الشبهة ، وتنفي الشبهة عن الحجة ، وقد لخصت فيه فوائد كل علم وفن أحسن تلخيص ، وحررت مسائله أبدع تحرير ، سديد المنهج ، واضح المعالم ، يتبارى معناه ولفظه إلى الفهم قبل الاسماع .
كيف لا ! ومؤلفه - دامت بركاته - نادرة وقته ، ومن أكابر النقاد ، ومن ذوي

256

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست