نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 254
سبيل الغاية الشريفة التي اعتادت الجمعيات والجامعات العلمية العالمية على تمجيدها والإشادة بمآثر الموهوبين من أهل الفضل والكمال ، والاعتراف بما أسدوه للمجتمع من خدمات جليلة صادقة في مجالات المعرفة والإصلاح . * * * ومن عيون العلماء الذين نتشرف الآن بتكريمه ، ويسعدنا الحظ بتبجيله ، هو شيخنا السعيد العلامة الحجة الكبير ( الأميني ) ، الذي ولد وترعرع في حجر امناء الشرع والفضلاء الأبرار ، ودرج في مهد التقوى والقداسة ، وفطم على الذكاء والنجابة ، فحمدت عزائمه قبل أن علت تمائمه ، وشب مشتملا على إبراد الشمائل وحسن المخائل ، وما زالت محامده تنطبق بفواضله وليدا وناشئا ، ومحاسنه صغيرا ويافعا حتى استكمل أسباب قوة الفضل قبل أن يتكامل سن الكهل ، فكان عين الكمال وغرة العصر ونور المحافل وزين المجالس وكوكب قومه ومصيره اللامع . ولا عجب أنه جمع الفخر من أطرافه ، فإن آل أمين الشرع - الذين ينتسب إليهم شيخنا الأجل الأميني - هم معدن المحامد والمكارم ، ولهم في الفضل قديم وحديث ، وهو غوث الأنام ، وفرسان الأدب والكلام ، في خدمة حضارة الإسلام . ولا غرو أن يغمر فضله وهو نجل النوابغ ، أو يغزر علمه وهو من فيض البحور الخضارم ، وأن تشهد شواهد النباهة والعبقرية ل " نابغة النجف الأشرف " وعلم من أعلام تبريز ، بالاعجاب والتبريز . سادتي الأجلاء ! إن سيرة الجهبذة الفهامة ، الشيخ الأميني ، الذائع الصيت ، ترشدنا إلى أن همته في خدمة المعارف المحمدية وعلوم أهل البيت وفنون أصحابهم العظماء ، كانت أبعد من مناط الفرقد ، فقد جاب في سبيل ذلك البلاد وركب الصعب والذلول ، وتجشم الحزون والسهول ، وعمل نفسه على مخاوف البحر وأخطار البر ، وأنفق أوقاته وبذل راحته واستنفذ ساعاته وأيامه في معاناة الدرس والاطلاع والبحث والتنقيب ، لا يستريح قلمه ولا تسكن حركته ، ما يؤنسه من الوحشة إلا الدفاتر ، ولا تصحبه في الوحدة إلا المحابر ، يحرق فحم ليله في الاستقصاء ، ويقضي
254
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 254