نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 253
وضع ما فعلا من شرفهما ، بل رفع من قدرهما وبين عن جوهرهما . وقال أبو معاوية الضرير - وكان من علماء الناس - : أكلت مع الرشيد يوما فصب على يدي الماء رجل ، فقال لي : يا أبا معاوية ، أتدري من صب الماء على يدك ؟ فقلت : لا يا أمير المؤمنين ! قال : أنا . فقلت : يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا إجلالا للعلم ؟ قال : نعم . ولهذا قيل : العلم يوطئ المساكين بسط الملوك . وقال الأحنف : كل عز لم يؤيد بعلم فإلى ذل يصير . وقال يزيد بن المهلب : كاد العلماء يكونون أربابا ، أما ترون هذا المولى كيف قام له سادات العرب ؟ يقصد الحسن البصري . لقد أتينا بهذه الأدلة القرآنية الساطعة ، والأحاديث النبوية الشريفة ، والأخبار التأريخية ، للاستشهاد على أن الاسلام قد نظر إلى العلم والعلماء نظرة إكبار وتقديس . وأن المحلى بشرف العلم تحلى بأفضل فضائل الكمال ، وأسمى نعوت الجمال ، بل هو أجل الصفات الربوبية وأجمل السمات الألوهية ، وهو سبب الوصول إلى الحضرة القدسية والصعود إلى أفق الملائكة المقربين ، وأن السعادة التامة الأبدية واللذة السرمدية لنور الله تعالى ، لا يتيسران بدونه ، وأن الغرائز البشرية مجبولة على تعظيم العلماء وتوقيرهم وطاعتهم واحترامهم . وفضل العلماء على الأنام بقدر فضل نفوسهم على أبدانهم ، فتجب محبتهم وطاعتهم . وقد أحسن من قال : إن العالم الحكيم ، والد روحاني ، رب بشري ، وإحسانه إحسان إلى ذلك ، لأنه يربي على الفضيلة التامة ، ويغذي بالحكمة البالغة ، ويسوق إلى الحياة الأبدية في النعيم السرمدي ، وهو السبب في تنشئة الوجود العقلي ، لهذا استحق أعلى مراتب التعظيم والتمجيد والاحترام . * * * أيها السادة ! في هذا اليوم السعيد الأغر ، عقدت " جمعية الرابطة العلمية الأدبية " هذا الاجتماع المبارك ، وهو أول احتفال يقام - باعتقادي - في هذا البلد المقدس ، في
253
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 253