نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 191
في مناقبه وفواضله العلية ، الجامع في معارج الفضل والكمال والسعادة ، بين مراتب العلم والعمل ، والجلالة والكرامة والشهادة ، المؤيد المسدد بلطف الله الخفي الجلي . وفي " روضات الجنات " : لم ألف إلى هذا الزمن - الذي هو من حدود 1263 ه ثلاث وستين ومائتين بعد الألف - أحدا من العلماء الأجلة يكون بجلالة قدره ، وسعة صدره ، وعظم شأنه ، وارتفاع مكانه ، وجودة فهمه ، ومتانة عزمه ، وحسن سليقته ، واستواء طريقته ، ونظام تحصيله ، وكثرة أساتيذه ، وظرافة طبعه ، ولطافة صنعه ، ومعنوية كلامه ، وتمامية تصنيفاته وتأليفاته ، بل كاد أن يكون في التخلق بأخلاق الله ، تاليا لتلو المعصوم . . . الخ . وللمترجمين في الثناء عليه ، وذكر مقاماته الكريمة ، وعلومه الراقية ، وفضائله الجمة ، كلمات تامات ضافيات ، طوينا عنها روما للاختصار ، وإنما نفيض القول في كيفية شهادته التي هي ضالتنا المنشودة في الكتاب . مقتله وشهادته : في " أمل الآمل " : كان سبب قتله - على ما سمعته من بعض المشايخ ، ورأيته بنص بعضهم - إنه ترافع إليه رجلان ، فحكم لأحدهما على الآخر ، فغضب المحكوم عليه وذهب إلى قاضي صيدا واسمه " معروف " وكان الشيخ في تلك الأيام مشغولا بتأليف " شرح اللمعة " ، وفي كل يوم يكتب منه - غالبا - كراسا ، ويظهر من نسخة الأصل أنه ألفه في ستة أشهر وستة أيام ، فأرسل القاضي إلى " جبع " من يطلبه ، وكان مقيما في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا للتأليف ، فقال له بعض أهل البلد : قد سافر عنا مدة ، فخطر على بال الشيخ أن يسافر إلى الحج ، وكان قد حج مرارا ، لكنه قصد الاختفاء ، فسافر في محمل مغطى . فكتب قاضي صيدا إلى سلطان الروم أنه قد وجد في بلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة ، فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ ، وقال له :
191
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 191