نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 183
والقضاة والشيوخ ، وأحضروا شيخنا المترجم وقرئ عليه المحضر ، فأنكر ذلك كله ، فلم يقبل الملك قيل له : قد ثبت ذلك عندنا ولا ينتقض حكم القاضي ، فقال الشيخ : الغائب على حجته فإن أتى بما يناقض الحكم جاز نقضه ، وإلا فلا ، وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح ، ولي على كل واحد حجة بينة ، فلم يسمع ذلك منه ولم يقبل ، فعاد الحكم إلى المالكي ، فقام وتوضأ وصلى ركعتين ، ثم قال : قد حكمت بإهراق دمه ، فاكسوه اللباس ، وفعل به ما قدمناه من القتل والصلب والرجم والإحراق . ألا لعنة الله على القوم الظالمين . وممن تعصب وساعد على إحراقه رجل يقال له : " محمد الترمذي " ، وكان رجلا تاجرا يحقد على شيخنا الشهيد . وللمؤرخ أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الجبلي المتوفى سنة 1089 ه كلمة ، قال في الجزء السادس من " شذرات الذهب " ص 294 ، ما يقضي منه العجب : قال : وفيها - يعني سنة 786 - قتل محمد بن مكي العراقي الرافضي ، كان عارفا بالأصول والعربية ، فشهد عليه بدمشق بانحلال العقيدة ، واعتقاد مذهب النصيرية ، واستحلال الخمر الصرف ، وغير ذلك من القبائح ، فضربت عنقه بدمشق ، في جمادى الأولى وضربت عنق رفيقه " عرفة " بطرابلس ، وكان على معتقده . ويشهد الله والحقيقة وكتب الفقيد الشهيد أنه براء من تلكم النسب وفي منأى عنها ، غير أن المؤرخ يتحرى تبرير عمل من ارتكب تلكم الجريرة بنحت أعذار مفتعلة . هذه خلاصة ما ارتكبوه من الجرائم والفضائع في هذه الفاجعة ، بحق الشهيد ، وما تشبثوا به مما يبرر أعمالهم عند زبائنهم ، وتنفيذ حقدهم . وكان أشدهم حنقا عليه القاضي " ابن الجماعة " منذ المناظرة التي جرت بينهما ، ومن جرائها كانت تلكم الهلجات ، وقام الهوس والهياج من رعاع الناس
183
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 183