نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 182
ومصر ، ودمشق ، وبيت المقدس ، ومقام الخليل إبراهيم ( عليه السلام ) . ومن تأمل في مدة عمره الشريف ومسافرته إلى تلك البلاد ، وتصانيفه الرائقة في الفنون الشرعية وأنظاره الدقيقة ، وتبحره في الفنون العربية والأدب والأشعار ، والقصص النافعة - كما يظهر من مجاميعه - يعلم أنه من الذين اختارهم الله تعالى لتكميل عباده ، وعمارة بلاده ، وأن كلما قيل أو يقال في حقه فهو دون مقامه ومرتبته . أما كيفية مقتله وشهادته ، فقد قال صاحب " الروضات " : نقل عن خط ولد الشهيد على ورقة إجازته لابن الخازن الحائري ما صورته : استشهد والدي الإمام العلامة كاتب الخط الشريف " شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مكي " شهيدا حريقا بعده بالنار ، يوم الخميس التاسع من جمادى الأولى سنة ست وثمانين وسبعمائة هجري 786 ه ، وكل ذلك فعل به برحبة قلعة دمشق . وفي " اللؤلؤة " : إنه قتل بالسيف ثم صلب ، ثم رجم ، ثم أحرق بالنار ببلدة دمشق في سلطنة " برقوق " [1] بفتوى برهان الدين المالكي وعباد بن جماعة الشافعي ، وتعصب جماعة كثيرة بعد أن حبس في قلعة دمشق سنة كاملة ، وكان سبب حبسه أن وشى عليه تقي الدين الجبلي ويوسف بن يحيى ، وكتب يوسف محضرا يشنع فيه على الشيخ المترجم بأقاويل شنيعة وعقائد غير مرضية عزاها إليه ، وشهد فيه سبعون من أهل الجبل من أقوام حناق على المترجم له ، وكتب في هذا ما ينيف على الألف من أهل السواحل من رعرعة الناس وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت وقاضي صيدا . فأتوا بالمحضر إلى القاضي عباد بن جماعة بدمشق فأنفذه إلى القاضي المالكي ، فقال له : تحكم فيه بمذهبك وإلا عزلتك ، فجمع الملك " بيدمرو " الأمراء
[1] برقوق : سيف الدين المقتول سنة 801 ، اشتهر " ببرقوق " لجحوظ في عينيه ، وهو أول ملوك الچراكسة بمصر والشام ، وكان ابتداء دولتهم سنة 784 ه وانقراضهم في سنة 922 وعدتهم 23 ملكا .
182
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 182