نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 170
وبعد موته رآه بعض أصحابه في المنام ، فقال له : ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي ، فقال : بأي الأعمال ؟ فقال : بقولي من مرثية ولدي الصغير : جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري وله شعر أدق من دين الفاسق ، وأرق من دمع العاشق ، منها : لقد شرف الرحمن قدرك في الورى * كما في الليالي شرفت ليلة القدر وإنا لفي الدنيا كركب سفينة * نظن وقوفا والزمان بنا يجري وله الرائية الرائعة المشهورة في رثاء ولده ، وقد مات صغيرا ، هي غاية في الحسن والجزالة ، وفخامة المعنى ، وجودة السرد ، والاشتمال على المعاني المتنوعة ، وهي تربو على الثمانين بيتا ، اقتطفت منها شذرا ، مطلعها : حكم المنية في البرية جاري * ما هذه الدنيا بدار قرار بينا يرى الإنسان فيها مخبرا * حتى يرى خبرا من الأخبار طبعت على كدر وأنت تريدها * صفوا من الأقدار والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار وإذا رجوت المستحيل فإنما * تبني الرجاء على شفير هار فالعيش نوم والمنية يقظة * والمرء بينهما خيال سار فاقضوا مآربكم عجالا إنما * أعماركم سفر من الأسفار إلى أن قال : يا كوكبا ما كان أقصر عمره * وكذاك عمر كواكب الأسحار وهلال أيام مضى لم يستدر * بدرا ولم يمهل لوقت سرار عجل الخسوف عليه قبل أوانه * فمحاه قبل مظنة الإبدار واستل من أترابه ولداته * كالمقلة استلت من الأشفار إلى أن قال : أبكيه ثم أقول معتذرا له * وفقت حين تركت ألأم دار
170
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 170