الباب السادس القول في تقدم الجرح على التعديل وعدمه والبحث في هذه القاعدة من مهمات الأبحاث الرجالية وذلك لامرين : 1 - كثرة تضارب الألفاظ في حق الرواة جرحا وتعديلا مما يعني إعمال هذه القاعدة في كثير من الموارد . 2 - كثرة التعرض له عند علماء الدراية وبحث وجوه النقض والابرام والاثبات وما إلى ذلك . وقد نسب للمشهور من علماء القول بتقديم كلام الجارح على كلام المعدل ولو تعدد الأخير . وهذا إنما ينسجم مع الدعوى القائلة بوجود ثوابت موضوعية لعلم الدراية ولكنك عرفت بطلان ذلك . وقبل بيان المختار لا بد من إبراز الوجوه التي يمكن فرضها منشأ لدعوى المشهور والرد عليها وهي عديدة منها : الأول - ان التعديل مبني على ملاحظة ظواهر الرجل وسلوكه ومجموع فعاله ويكاد يكون محالا اطلاع المعدل على كل مجريات وأفعال رجل ما