نام کتاب : أمل الآمل نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 6
وهناك عامل ثان مهم في إبادة التراث القديم وإفنائه ، وهو الجهل . الجهل بالكتب وبما فيها . . الجهل بالعلوم التي كانت تلك الكتب تعالجها . الجهل بالجهود العظيمة التي بذلها كبار العلماء في سبيل تدوين تلك الكتب . الجهل الذي سبب محاربة الكثيرين لعلوم خاصة كانت لا ترق لهم فأصبحوا يحاربون بسببها المدونات في تلك العلوم ويسعون جهدهم في إبادتها ومحوها من الوجود . . وللجهل هذا مظاهر مختلفة ، ولافناء الكتب بسبب هذا الجهل طرق شتى لا يعنينا في هذه العجالة التحدث عنا . . * * * والبقية الباقية من هذا التراث القيم . أين هي ؟ ؟ إنها مخطوطات موزعة في شتى أنحاء العالم يفتخر أصحاب المكتبات أنهم يملكونها وهي في حيازتهم . . ثم ماذا ؟ ؟ ثم الغبار المتراكم على هذه الثروات العظيمة والرطوبة السارية فيها . وأخيرا هي مضغة شهية للأرضة - قاتلها الله . هذه مكتبة ( فلان ) جعلوها في الطابق الأسفل من البيت بعد موته ، وفي غرفة كانت أنزل من ساحة البيت ، ففاضت الغرفة بالأمطار وأصبحت الكتب المصطفة على أرض الغرفة كأنها قطعة من العجين ، وأدرجت هذه الثروة الهائلة من التراث الاسلامي في قائمة النفائس المبادة . وهذه مكتبة ( فلان ) الغنية بالمؤلفات الأثرية الثمينة هي وقف على الذرية ، فحرصت الذرية ( الطاهرة ! ) على الاحتفاظ بها ، فجعلتها في غرفة وأوصدت أبوابها على الناس أجمعين ولم تتعهدها تعهدا كافيا ، حتى لم يبق منها إلا أشلاء مبعثرة هي البقية مما ارتزقت به الأرضة . .
كلمة المحقق 6
نام کتاب : أمل الآمل نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 6