نام کتاب : المنهج الرجالي والعمل الرائد في الموسوعة الرجالية لسيد البروجردي نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 113
مع انّ السيّد مالك لأزمّة علم الرجال وبقدرةٍ فائقة متميّزة ، ولعلَ في تعبيره عن الروايات بالصحيحة تارةً ، بل حكمه على بعضها بأنّه في غاية الصحّة ، وكذا سائر الأحكام ، دليلاً واضحاً على تضلّعه ووقوفه على كلّ ما يلتزمه الآخرون في هذا المجال ، وإن خالفهم في المَنْهَج ، وفي تطبيق تلك الأحكام في مجال العمل والاستدلال . ورابعاً [206] بموافقة العامّة : إنّ ممّا لا ريبَ فيه هو تداخل الثقافات المتداولة لدى أهل المذاهب الإسلاميّة المتعدّدة ، لفرض وحدة الدين ، والإجماع على أُصوله الأساسيّة ، وعلى أهمّ فروعه ، ولوحدة الكثير من مصادر التشريع ونصوصها . كما انّ الارتباط الوثيق بين رجالات المذاهب ، لاتّحاد البيئات ، كان له الأثرُ العميق في تداخُل الثقافات ، وتبادُل المعارف والمعلومات ، وتناقُل الأفكار والآراء والنظريّات ، وتلاقحها ، ممّا أثرى الحضارة الإسلاميّة ، وكان من أسباب رقيّها وازدهارها ، بشكلٍ سريع ، وقويّ ، في العصور المتمادية من تاريخ الإسلام . ولو اتّخذَ الدارسُ من الإنصاف دليلاً مرشداً ، لوجَدَ بأُمّ عينَيْه ، وبكلّ وضوحٍ : انّ نقاط الاشتراك والوِفاق بين ثقافات المذاهب الإسلاميّة - سواء مصادرها أم آرائها - لهيَ أكثرُ من مواقع الافتراق والخلاف ، قطعاً . فالتقارب بيّن في أهمّ المصادر ، وعناوين المواضيع والمصطلحات العقائديّة ، والأحكام الشَرعيّة ، في أُصول الدين وفروعه ، وكلّ ذلك منضوٍ تحت الحقّ المجموع في كلمتي الشهادة بالإسلام : « لا إلهَ إلاّ اللهُ » و « محمّد رسولُ الله » . وقد كان السيّد محدّثاً عظيماً وفقيهاً إماماً ومصلحاً كبيراً ، يؤكّدُ في كلّ هذه الأصعدة على التقارُب بين المذاهب . وقد اقدمَ عمليّاً على تأسيس أوّل دارٍ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة ، في تاريخ الإسلام كلّه ، وذلك في أكبر عاصمةٍ إسلاميّةٍ وهي « القاهرةُ » . وكان في مشروعه هذا سابقاً جميعَ المصلحين المعاصرين ، في رفع عَلَم الوحدة الإسلاميّة ، وعلى ارفع مستوىً علميّ .
[206] هذه هي المرحلة الرابعة من مراحل التضعيف الأربع التي ذكرناها في ( ص 78 ) فلاحظ .
113
نام کتاب : المنهج الرجالي والعمل الرائد في الموسوعة الرجالية لسيد البروجردي نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 113