نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 28
ولكن سرعان ما تحولت حركته إلى مذهب من المذاهب الشيعية التي تبنت الثورة والخروج على السلطان كشرط أساسي في الإمامة ، ونسبوا هذه العقيدة لزيد بن علي . فقد جاء في الرواية الواردة عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) وهو ينصح زيداً : " إنَّ الطاعة مفروضة من الله ، والمودة للجميع ، وأمر الله يجري لأوليائه بحكم موصول ، وقضاء مفصول ، وحتم مقضي ، وقدر مقدور ، وأجل مسمّى لوقت معلوم ، فلا يستخفّنك الذين لا يوقنون ، إنّهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً ، فلا تعجّل فإنّ الله لا يعجّل لعجلة العباد ، ولا تسبقنَّ الله فتعجزك البلية فتصرعك " . قال : فغضب زيد عند ذلك وقال : " ليس الإمام منّا مَن جلس في بيته ، وأرخى ستره ، وثبَّط عن الجهاد ، ولكن الإمام منّا من منع حوزته ، وجاهد في سبيل الله حق جهاده ، ودفع عن رعيته وذب عن حريمه " ( 1 ) . فقد حاول راوي هذه الرواية أن يرقى بفكرة الزيدية إلى زمن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ( م 114 ه ) ، والرواية مجهولة لجهالة الحسين بن الجارود وموسى بن بكر بن دأب إرسالها أيضاً ( 2 ) ، كما حاولوا إعطاء زيد الاستقلالية الفكرية عن الأئمة ، وأن مصدر علمه القرآن وحده ، وقد استغنى به عن كتاب أبيه الذي كان عند أخيه الباقر ( عليه السلام ) ( 3 ) ، ثُمَّ ذكروا أنّ أولاد عبد الله بن الحسن أخذوا العلم عنه ( 4 ) ، ليثبتوا التصاقهم واتصالهم بالكفرة الزيدية ، بل هم المؤسسون لها . فانتهى الأمر بقطاع واسع من الشيعة والعلويين بالقول بالإمامة السياسية لمن قام بالسيف من بني فاطمة ، وكان أبناء الحسن أسرع الناس لتبني هذه الفكرة ، فاعلنوا الثورات في العراق وطبرستان
1 . الكافي ، ج 1 ، ص 356 ( ح 16 ) . 2 . زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ص 112 . 3 . راجع : تهذيب الكمال ، ج 10 ، ص 98 ( رقم 2120 ) ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 5 ، ص 390 ، رقم 178 . 4 . الروض النضير ، ج 1 ، ص 63 .
28
نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 28