نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 11
وأمّا دوره العلمي ، فقد كان حافظاً للحديث ، راوياً له وقد صنّف كتاباً فيه . وأمّا الفكري فقد خاض سجالا فكرياً وعقائدياً لتصحيح المسار الفكري الذي اضطربت قواعده عند بعض الشيعة ، فواجهه الزيدية مستدلا على عدم صحة اعتقادهم بأنّ محمّد بن عبد الله بن الحسن إمامٌ ؛ لأنّه ليس لديه شيء من علامة الإمامة وإرث النبوّة ، وأنّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) هو الإمام المفترض الطاعة ، فكان يؤكد على ضرورة معرفة الإمام وطاعته واتباع هديه . وبالرغم ممّا يلحظ من اتباع المعلّى بن خنيس للإمام - حسب الروايات الكثيرة الصحيحة الاعتقاد - وصحبته الظاهرة للإمام الصادق ( عليه السلام ) وشهادته ، نرى أنّه قد تعرّض للتجريح والتضعيف من قبل بعض العلماء . ولمّا كان علم الجرح والتعديل مسؤولية شرعية وإنسانية لها آثارها في الأحكام الشرعية ، فنحن نسعى في هذا البحث إلى استقراء الروايات المروية عن " المعلّى " والنصوص وأقوال العلماء في مدحه أو ذمه ، وتصنيفها ودراستها دراسة دقيقة مسؤولة ، لنصل إلى حقيقة علمية ، وهذا هو هدفنا . ولن نقصد في بحثنا هذا الدفاع عن " المعلّى " أو جعله رمزاً استشهادياً واعياً ، وإنّما ندرس ونبحث حياة المعلّى وشهادته وأقوال العلماء فيه ورواياته ، كما وجدناها في المصادر الأولية مع دراستها وتحليلها والنظر في محتوياتها بما يقتضيه البحث والتحقيق . وقد نواجه في قضية ما شيئاً من الإحراج ؛ لأنّها أصبحت عادة متعلقة بالمشاعر والشعور الوطني ، إلا وهي روايات فضائل النيروز وأعماله ، حيث إنَّ النيروز عيد وطني وقومي في إيران يحتفل فيه الشعب الإيراني ، ولكن الذي نحن في صدده هو بحث القضية في إطارها العلمي في إثبات أو نفي تلك الروايات عن المعلّى بن خنيس عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وهل يصبح عيد النيروز عيداً إسلامياً على ضوء تلك
11
نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 11