وعن الرواشح أنّ الشيخ قد أورد في أصحاب الصادق ( عليه السلام ) جماعة جمّة إنّما روايتهم عنه ( عليه السلام ) بالسماع عن أصحابه ( عليه السلام ) الموثوق بهم ، والأخذِ من أُصولهم المعمول عليها ذكر كلاًّ منهم وقال : " أسند عنه " . ( 1 ) فالحاصل : أنّ معنى " أسند عنه " أنّه لم يسمع منه ، بل سمع من أصحابه ، أو أخذ من أُصولهم . ورُدّ بأنّ جماعة ممّن قيلت في حقّهم رووا عنه مشافهةً . ( 2 ) وعن بعض ( 3 ) أنّ الأشبه كون المراد أنّهم أسندوا عنه ( عليه السلام ) ولم يسندوا عن غيره من الرواة كما تتبّعتُ ولم أجد رواية أحد من هؤلاء عن غيره ( عليه السلام ) إلاّ أحمد بن عائذ ، فإنّه صحب أبا خديجة وأخذ عنه ، كما نصّ عليه النجاشي ، ( 4 ) والأمر فيه سهل فكأنّه مستثنى ؛ لظهوره . ورُدّ بأنّ غير واحد ممّن قيلت فيه سوى أحمد بن عائذ ، رووا عن غيره ( عليه السلام ) أيضاً ، منهم : محمّد بن مسلم ، والحارث بن المغيرة ، وبسام بن عبد الله الصيرفي . ( 5 ) وبالجملة : مرجع هذا القول إلى ما نقل من ميرزا محمّد الإسترآبادي والشيخ عبد النبيّ الجزائري فيوهنه ما يوهنه . فارتقت الاحتمالات إلى ستّة ، والأقرب بالاعتبار هو الخامس ؛ لوجود جملة من القرائن المصدِّقة له ، وعليه لا يفيد العبارة إلاّ كونَه من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) وأين ذلك من التوثيق أو ما يقربَه ؟ !
1 . الرواشح السماويّة : 65 - 63 ، الراشحة الرابعة عشر . 2 . نقل ذلك في منتهى المقال 1 : 75 استناداً إلى ما ذكره الشيخ في الرواة السابقة ؛ حيث إنّه صرّح بروايتهم عن الإمام . 3 . وهو السيّد بشير الجيلاني ، على ما في هامش " ج " . 4 . رجال النجاشي : 98 / 246 . 5 . منتهى المقال 1 : 76 .