بل معناه بظاهر اللفظ : أنّ الحديث صار مسنداً عنه أي وقع في سند الحديث . ووجه اختصاص هذه الترجمة ببعض دون بعض لعلّه ما قيل من أنّها لا تقال إلاّ فيمن لا يعرف إلاّ بالتناول منه والأخذِ عنه . وعلى هذا لا دلالة في العبارة على المدح والقدح ؛ فتدبّر . وعن المحقّق الداماد والفاضل عبد النبيّ قراءتُه معلوماً بإرجاع الضمير إلى الإمام ( عليه السلام ) . ( 1 ) وهو إنّما يتّجه لو لم يَرْوِ مَن قيل ذلك في حقّه من غير الإمام ( عليه السلام ) ، أو لم يرو غيرُه من الإمام ليتمّ وجه الاختصاص ، ولم يقل في ترجمته عبارة أُخرى دالّةٌ على الرواية ، وذلك موقوف على تتبّع هؤلاء . نعم ، في ترجمة جابر بن يزيد : أسند عنه روى عنهما ( 2 ) ، وكذا في ترجمة محمّد بن إسحاق بن يسار ( 3 ) ، ومنافاة ذلك لذلك المعنى واضح . ( 4 ) وعن بعض إرجاع الضمير المرفوع إلى ابن عقدة والمجرورِ إلى الراوي ؛ لأنّ الشيخ ذكر في أوّل رجاله - وهو المختصّ بذكر هذه العبارة في الترجمة فيه دون فهرسته . وما ربّما يوجد في خلاصة الأقوال ، فإنّما أخذه منه ، وفي أصحاب الصادق ( عليه السلام ) دون غيره إلاّ أصحاب الباقر ( عليه السلام ) نادراً غايةَ الندرة - أنّ ابن عقدة ذكر أصحاب الصادق ( عليه السلام ) وبلغ في ذلك الغاية قال ( رحمه الله ) : " إنّي أذكر ما ذكره وأُورد من بعد ذلك ما لم يذكره " . ( 5 ) فالمراد من " أسند عنه " : أخبر عنه ابن عقدة . وفي منتهى المقال بعد الحكاية : " وليس بذلك البعيد ، وربما يظهر منه وجه عدم وجوده إلاّ في كلام الشيخ ، وسببِ ذكره في الرجال دون الفهرست " . ( 6 )
1 . الرواشح السماويّة : 56 ، الراشحة الرابعة عشر . 2 . رجال الشيخ : 163 / 30 . 3 . المصدر . 4 . لأنّ قولهم " أسند عنه " لو كان معناه روى عن الإمام ، لم يحتج إلى " روى عنهما " " منه " . 5 . منتهى المقال 1 : 76 و 72 . 6 . المصدر 1 : 76 .