وقد وقعت رواية ابن مسكان عن أبي بصير المطلق في تأريخ وفاة الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وعليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) ومحمّد [ بن ] عليّ الباقر ( عليهما السلام ) وجعفر بن محمّد الصادق ( عليهما السلام ) وموسى بن جعفر - صلوات الله عليهم أجمعين - في الكافي ، فهو المرادي ؛ لحمل المطلق على المقيّد وصيرورته قرينةً عليه ، ولا سيّما في الأخير ؛ لما عرفت من موت الأسدي في حياة مولانا الكاظم ( عليه السلام ) . وما يتوهّم - من منافاة الأخير لما في رجال النجاشي من أنّ عبد الله بن مسكان مات في أيّام أبي الحسن ( عليه السلام ) قبل الحادثة - ( 1 ) إنّما يتمّ لو كان المراد به أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) لِمَ لا يكون أبا الحسن الرضا ، بل لعلّه الظاهر من الإطلاق . ويكون المراد بالحادثة خروجَه من المدينة إلى خراسانَ بأمر المأمون - عليه ما يستحقّه - والتماسِه ، وحمْلُ ابن مسكان ذلك على غير ذلك بعيد جدّاً كما لا يخفى . وعن صاحب المعالم وابنه دعوى الإطلاّع على رواية ابن مسكان عن الأسدي . ( 2 ) ولعلّه - على فرض ثبوته - لا يزاحم الحمل على المرادي إذا كان الراوي ابنَ مسكان . ومنها : رواية أبي أيّوب وابن أبي بكير عنه ؛ لما في الكافي في باب الشكر . ( 3 ) ومنها : رواية أبي المعزا عنه ؛ لما في التهذيب في باب بيع الواحد بالاثنين . ( 4 ) وقد ذكروا مميّزات أُخَرَ مثل رواية ابن أبي يعفور أو حمّاد الناب أو سليمان بن خالد وغيرهم عنه ، فلابدّ من كثيرِ تتبّع في أمثال المقامات . ونحن بعدُ - مع ذلك التفصيل - في حيرة في تميز أبي بصير الذي يروي عنه سماعة ، كما في مثالنا .
1 . رجال النجاشي : 215 / 559 . 2 . لم نظفر على قولهما . 3 . الكافي 7 : 310 / 11 باب دية أهل الكتاب . 4 . تهذيب الأحكام 7 : 105 / 58 .