قولهم بسبب الخبرية ، كما قال عز وجل : ولا ينبئك مثل خبير . بخلاف الفقيه ، فإن الشيطان - لغاية عظم رتبته ، ونهاية شدة ضرر الغلط فيه - ألقى في قلوب القاصرين : أنه لو وافق أحد فهمه وفقهه فهم الفقهاء وفقههم يكون مقلدا لهم ، فلا بد من مخالفة الفقهاء ، وعدم الموافقة لهم ، وتخريب فهمهم وفقههم ، حتى يصير فقيها ، وربما يطعنون عليهم ويسيئون الأدب معهم ، مع أنهم يرونهم أئمة هذا الفن ، والمؤسسين له ، والماهرين الخبيرين القريبين لعهد الأئمة عليهم السلام أو أقرب عهدا منهم بمراتب ، وأعرف بجميع ما له دخل ، وأزيد تتبعا للأدلة ، أصحاب الكمالات النفسية ، وأرباب القوى القدسية في حال صغر سنهم فضلا عن الكبر ، مع نهاية تقواهم وورعهم وعدالتهم وقربهم إلى الله تعالى ، إلى غير ذلك ، مع نهاية كثرتهم ، و زيادة حقوقهم ، بحيث لولاهم لما كنا نعرف الدين والمذهب والفروع والأصول . مع كونهم المجددين لدين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في رأس كل مائة ، والمروجين له في كل قرن ، والمتكفلين لأيتام الأئمة عليهم السلام في زمان الغيبة ، المستنقذين لهم من أيدي الأباليس والمنتحلين والمبطلين والغالين ، والحجج على الخلق والأئمة عليهم السلام حجج عليهم ، إلى غير ذلك مما ورد في الاخبار والآثار ، وشهد له الاعتبار ، ولا يفي لجمعها الدفاتر ، وكل قلم ولسان عن الذكر قاصر ، بل لو لم نطلع على أقوالهم ، أو لم نلاحظ كتبهم لم يمكننا فهم حكم واستنباط مسألة من الحديث ، ولا يخفى ذلك على المنصف الفطن . وثانيا بالحل : بأن من سمع مقالة أئمة هذا الفن : وهي أنه لا يتأتى