وإن بنيتم في الاكتفاء على الاعتماد على تصديق مجتهد وتجويزه فهو تركب الاجتهاد والتقليد ، مع أنا ننقل الكلام إلى المجتهد المجوز . والجواب أولا : بالنقض : بأنكم إن جوزتم أن كل إنسان - سواء كان ذكرا أو أنثى ، سفيها أو عاميا أو أعجميا قحا ، إذا فهم من الأحاديث شيئا بأي نحو فهم من غير جهة قاعدة وضابطة بل بخلاف القاعدة ، وإن فهم ضد المطلوب أو نقيضه ، بل ربما لم يكن رابطة لفهمه ، بل رجما بالغيب - يكون فهمه حجة يجب عليه العمل به ، ولا يمكنه تقليد غيره - ولو في حكمه . بأن فهمه غلط فاسد جزما - فوا فضيحتاه ، و لستم حينئذ أهلا للمكالمة ومستأهلين للجواب . وإن قلت : إنه لا بد للفهم من اطلاع على أمر وتتبع ومعرفة ، ننقل الكلام إليه ونورده عليك حرفا بحرف ، إلا أن تجوز التركب ، وهو في الحقيقة تقليد لا اجتهاد ، والكلام فيه . مع أنه لا يصدقه مجتهد ، ولا يجوزه فقيه ، لان الشيعة بأجمعهم ، بل أهل السنة أيضا لا يجوزونه ، و بينا بطلانه في رسالتنا في الاجتهاد . هذا مع أنكم لا تجوزون تقليد غير المعصوم عليه السلام ، والتركب ليس تقليد المعصوم عليه السلام ، كما هو ظاهر . هذا مع أن الذي أورد الشبهة يعتبر في الفقاهة وفهم الحديث معرفة العلوم العربية واللغوية والتتبع التام في الأحاديث وأمثال ذلك ، فالنقض عليه في غاية الشدة . وأيضا جميع العلوم والحرف والصنائع - التي [ هي ] واجبة كفاية أو