فربما يظهر من بعض أنه دليل الوثاقة ، ومن بعض دليل المدح والقوة ، ومن بعض عدم ممدوحيته ، فتأمل . ومنها : وجود الرواية في ( الكافي ) أو ( الفقيه ) لما ذكرا في أولهما [1] و اعتمد على ذلك جمع ، وإذا اتفق وجودها فيهما معا ففيه اعتماد معتد به بالغ كامل ، وإذا اتفق وجودها في ( الكتب الأربعة ) من غير قدح فيه فهو في غاية مرتبة من الاعتداد به ، والاعتماد عليه ، وإذا وجد في غيرها أيضا كذلك فأزيد وأزيد على حسب ما وجد فيه . ومنها : إكثار ( الكافي ) أو ( الفقيه ) من الرواية عن شخص ، فإنه أيضا أخذ دليلا على الوثاقة ، سيما إذا أكثرا معا . ومنها : أن يكون يعمل به الجماعة الذين لا يعملون بخبر الواحد مثل ( السيد ) و ( ابن إدريس ) وغيرهما ، فإنه دليل على كونه قطعيا عندهم فيكون في غاية القوة . ومنها : قولهم : معتمد الكتاب والحديث وربما جعل ذلك في مقام التوثيق .
[1] قال في الكافي : ( إنك تحب ان يكون عندك كتاب كاف مجمع ( فيه ) من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام والسنن القائمة التي عليها العمل وبها يؤدي فرض الله عز وجل وسنة نبيه ) انظر الكافي 1 : 8 خطبة الكتاب . وقال في الفقيه : ( ولم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته واعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربي تقدس ذكره وتعالت قدرته ) . انظر الفقيه 1 : 3 .