هذا القول ليس بتشبيه [1] ولا ناقض لأصل ، ولا معترض [2] على فرع ، وأنه غلط في عبارة يرجع في اثباتها ونفيها إلى اللغة ، وأكثر أصحابنا يقولون انه أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة ، فقال لهم : إذا قلتم ان القديم تعالى شئ لا كالأشياء فقولوا : انه جسم لا كالأجسام . وليس كل من عارض بشئ وسأل [3] عنه يكون معتقدا له ومتدينا به ، وقد يجوز أن يكون قصد به إلى استخراج جوابهم عن هذه المسألة ومعرفة ما عندهم فيها ، أو إلى أن يبين قصورهم عن ايراد المرضي [4] في جوابها ، إلى غير ذلك مما يتسع ذكره [5] . ثم ذكر عدة روايات تتضمن ثناء الصادق عليه السلام عليه ، وقال بعد ذلك : وما قدمناه من الاخبار المروية عن الصادق عليه السلام وما كان يظهر من اختصاصه به وتقريبه له واجتبائه إياه من بين صحابته يبطل كل ذلك ويزيف حكاية راوية [6] ) . والذي أقوله أنا جملة في حاله : انه كان بمقام عظيم عند الصادق عليه السلام ذا مكان مشهور في الطائفة ، وأنا مورد بالتفصيل سياق مدائحه وما يلحق بذلك من تنزيهه ، وان ورد ما يخالف ذلك أوردته وذكرت عليه ما يتفق لي ، فبالأخلق أن يكون واهيا ضعيفا لحصول التهمة في جرحه من أعدائه الكثيرين وبعض أهل نحله المنافسين .
[1] في المصدر : تشبيه . [2] في النسخ : معرض ، وما أثبته من المصدر . [3] في النسخ : سئل ، وما أثبته من المصدر . [4] في المصدر : المرتضى . [5] الشافي : 1 / 83 - 84 . [6] الشافي : 1 / 87 وفيه " روايته " بدلا من " راويه " .