والذي قال المترجم له عن الأخباريين وتعريفهم ما أورده في ترجمة أحمد بن محمّد بن خالد عند توضيح قول الماتن ، صاحب منهج المقال : ( على طريقة أهل الأخبار ) فقال : تعريف أهل الأخبار بمن لا يبالي عمّن أخذ اصطلاح من " غض " ، ومراده أهل القصص كالمدّاحين ، وما ورد في كلامهم : أنّ فلاناً من أهل الأخبار أو أخباري ، ما أرادوا ذلك ، بل معناه أنّه يحفظ الأخبار والوقائع . وفي ترجمة وهب بن مُنَبِّه : أخباري علاّمة قاض صدوق صاحب كتب . وفي ترجمة عبد العزيز بن يحيى : ( كان شيخ البصرة وأخباريها ) : والاصطلاح الموجود في زماننا : فلان أُصولي ، فلان أخباري لعلّه مأخوذ من المعنى الذي زعمه " غض " ، ومن نعرفهم في زماننا بالأخباري حاشاهم أن يكون حالهم على ما زعموا ، بل أنّهم صرّحوا بعدم جواز العمل بالظنّ ويقولون : لا يجوز التديّن إلاّ بالعلم الشرعي ، ومرادهم ما ذكرنا في الإكليل في عنوان آدم أبو الحسين . وقال في أواخر ترجمة الحسين بن يزيد النخعي في معنى الغلوّ والغالي : ووجه ما ذكر من أنّه يوجب الاتّهام غير ظاهر ، بل غير صحيح ، والظاهر من قوله : " لا يجوز العمل برواية النوفلي " أنّ القائل بجواز العمل برواية المجهول من أصحابنا ، وليس من أصحابنا من يقول بذلك ، وإسناد هذا القول إلى الأخباريين افتراء عليهم كما أشرنا إليه عند ذكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد . وقال في ترجمة عبد الله بن الحارث : والظاهر منه أنّ من أصحابنا من يقول بجواز العمل برواية المجهول وليس كذلك ، وإسناد ذلك إلى الأخباريين من أصحابنا افتراء عليهم ، ومضى في عنوان أحمد بن إبراهيم بن أحمد بأنّهم لا يعملون إلاّ بالأخبار المحفوفة بقرائن الصحّة ، والقرائن في ذلك تكون من جهات شتّى مبيّنة في مظانّها ، وحينئذ اشتمال السند على بعض ممّن لا يجوز العمل بروايته على زعمهم لا يضرّ في ذلك ، وهم يتحاشون عن العمل بغير الصحيح ، أي الثابت وروده عن الأئمّة عليهم السلام ، ومضى على عنوان سالم بن مكرم ما يناسب المقام . 2 . مشرب العرفاء : قال القزويني عنه في هذا المجال : إلاّ أنّه في آخر عمره ظهر منه العجيب وبرز منه الغريب ، رأيت منه مجموعاً قد كتب فيه أربعين صحيفة أو لوحاً ونظم فيه كلمات وسفر فيه عجيبات وقال : إنّ المجيء بالقرآن المعجز ليس مما يختم به سيّدنا خاتم النبيّين ( صلى الله عليه وآله ) ، بل يمكن أن يأتي به أدنى أحد من رعاياه وخدّامه . . .