تعريف أهل الأخبار بمن لا يبالي عمّن أخذ اصطلاح من " غض " ، ومراده أهل القصص كالمدّاحين ، وما ورد في كلامهم : أنّ فلاناً من أهل الأخبار أو أخباري ، ما أرادوا ذلك بل معناه أنّه يحفظ الأخبار والوقائع ، وفي ترجمة وهب بن مُنَبِّه : أخباري علاّمة قاض صدوق صاحب كتب ( 1 ) ، وفي ترجمة عبد العزيز بن يحيى : كان شيخ البصرة وأخباريها ( 2 ) . والاصطلاح الموجود في زماننا : فلان أُصولي ، فلان أخباري لعلّه مأخوذ من المعنى الذي زعمه " غض " ، ومن نعرفهم في زماننا بالأخباري حاشاهم أن يكون حالهم على ما زعموا ، بل أنّهم صرّحوا بعدم جواز العمل بالظنّ ويقولون : لا يجوز التديّن إلاّ بالعلم الشرعي ، ومرادهم ما ذكرنا في الإكليل في عنوان آدم أبو الحسين " جع " . [ 111 ] أحمد بن محمّد بن سعيد [ بن عبد الرحمن . . . الهَمْداني الكوفي المعروف بابن عُقْدَة ] قوله : ( وذكر أُصولهم ) . أي : الأُصول المشهورة في زمانه كما في ترجمة هارون بن موسى : " روى جميع الأُصول والمصنّفات " ، كيف لا ولو ذكر جميعها لما صار زيديّاً " جع " . قوله : ( وكان حفظة ) . وحدث في كلام بعض أصحابنا أنّ الحافظ من أحاط علمه مائة ألف حديث ولم يذكر له حجّة ، وقال أبو الطيب بن هرثمة : كنّا بحضرة ابن عقدة المحدّث ونكتب عنه وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه ، فجرى حديث حفّاظ الحديث فقال أبو العبّاس : أنا أُجيب بثلاثمائة ألف حديث من حديث هذا ، وضرب بيده على الهاشمي ( 3 ) ، انتهى . أقول : أراد بحديث هذا حديث الإمامي الاثني عشرية . وقال في نقد الرجال : ذكره العلاّمة ( قدس سره ) في " صه " من غير توثيق ( 4 ) ، ولعلّ الأُولى أن يوثّقه ، بل أن يذكره في الباب الأوّل كما
1 . تهذيب الكمال ، ج 31 ، ص 161 ، هامش الرقم 1 ، نقلاً عن الذهبي في الكاشف . 2 . رجال النجاشي ، ص 240 ، الرقم 640 . 3 . وقريب منه ما ورد في تاريخ بغداد ، ج 5 ، ص 220 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 15 ، ص 346 ؛ الأنساب للسمعاني ، ج 4 ، ص 215 . 4 . خلاصة الأقوال ، ص 203 ، الرقم 13 .