نام کتاب : النكت على كتاب ابن الصلاح نویسنده : ابن حجر جلد : 1 صفحه : 289
تنبيه ذكر أبو بكر الرازي الحنفي أن هذه الجملة ليست زيادة في الحديث وإنما هما حديثان قالهما النبي صلى الله عليه وسلم في وقتين : أحدهما بالاطلاق للعموم والآخر بتخصيص بعض أفراده بالذكر وفيه نظر وإنما يتأتى هذا إذا كان الاختلاف من الصحابة رضي الله عنهم الرواة للحديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما هذا الحديث فإن مخرجه واحد بترجمة واحدة فلا يتأتى ما ذكره والله أعلم قوله ص ومن أمثلة ذلك حديث جعلت لنا الأرض مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا فهذه الزيادة تفرد بها أبو مالك انتهى وهذا التمثيل ليس بمستقيم أيضا لأن أبا مالك قد تفرد بجملة الحديث عن ربعي بن حراش رضي الله عنه كما تفرد برواية جملته ربعي عن حذيفة رضي الله عنه فإن أراد أن لفظة تربتها زائدة في هذا الحديث على باقي الأحاديث في الجملة فإنه يرد عليه أنها في حديث علي رضي الله تعالى عنه أيضا كما نبه عليه شيخنا وإن أراد أن أبا مالك تفرد بها وان رفقته عن ربعي رضي الله عنه لم يذكروها كما هو ظاهر كلامه فليس بصحيح وأما اعتراض العلامة مغلطاي بأنه يحتمل أن يريد بالتربة الأرض لا التراب فلا يبقى فيه زيادة فقد أجاب عنه شيخنا شيخ الإسلام فقال حمل التربة على التراب هو المتبادر إلى الفهم لأنه لو أراد بالتربة الأرض لم يحتج لذكرها هنا لسبق ذكر الأرض وهو قوله صلى الله عليه وسلم جعلت لنا الأرض مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا قلت وهذا يلزم منه إضافة الشيء إلى نفسه لأن التقدير حينئذ يكون وجعلت أرض الأرض لنا طهورا وفي هذا من الفساد ما لا يخفى والله أعلم
289
نام کتاب : النكت على كتاب ابن الصلاح نویسنده : ابن حجر جلد : 1 صفحه : 289