نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 22
من الحرج ، ولو عمد إليه امرؤ بعد الروية والفكر الطويل ، وإمعان النظر لما حصل مثله . أما صفاء نفسه ونقاء قلبه ونيته وسلاسة فطرته . فاسمع إليه يقول لابنه من رسالة طويلة [1] له يستأنف وعظه ونصحه : " وإياك أن تتشاغل بالتعبد من غير علم فإن خلقا كثيرا من المتزهدين والمتصوفة ضلوا طريق الهدى إذ عملوا بغير علم . واستر نفسك بثوبين جميلين لا يشهر انك بين أهل الدنيا برفعتهما ، ولا بين المتزهدين بضعتهما . وحاسب نفسك عند كل نظرة وكلمة وخطرة ، فإنك مسئول عن ذلك . وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفع السامعون ، ومتى لم يعمل الواعظ بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر . فلا تعظن إلا بينة ، ولا تمشين إلا بنية ، ولا تأكلن لقمة إلا بنية ، ومع مطالعة أخلاق السلف تنكشف لك الأمور . . ثم يقول : وعليك بكتاب ( منهاج المريدين ) ، فإنه يعلمك السلوك فاجعله جليسك ومعلمك ، وتلمح كتاب ( صيد الخاطر ) فإنك تقع مواقعات تصلح لك أمر دينك ودنياك ، وتحفظ كتاب ( جنة النظر ) فإنه يكفى في تلقيح فهمك للفقه . ومتى تشاغلت بكتاب ( الحدائق ) أطلعك على جمهور الحديث ، وإذا التفت إلى كتاب ( الكشف ) أبان لك مستور ما في الصحيحين من الحديث ، ولا تتشاغلن بكتب التفاسير التي صنفتها الأعاجم ، وما ترك ( المغنى ) و ( زاد المسير ) لك حاجة في شئ من التفسير . وأما ما جمعته لك من كتاب الوعظ ، فلا حاجة لك بعدها إلى زيادة أصلا . " .
[1] نقلا عن مقدمة كتاب " صيد الخاطر " تحقيق العلامة . الموفق بالله الشيخ محمد الغزالي
22
نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 22