نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي جلد : 1 صفحه : 48
بلاد الإسلام ، ثم صعد إلى دمشق ودخل ديار [1] مصر - كل هذه البلاد يكتب بها الحديث في إحدى عشرة سنة - فلما وصل إلى الإسكندرية رآه كبراؤها وفضلاؤها ، فاستحسنوا علمه وأخلاقه وآدابه ، فأكرموه ، ثم بعث إلى أصبهان فجاء يكتبه إليه . وسمعته يقول : كنت أسمع الحديث بالحريم ، فسمعت ليلة ثم جئت إلى مسجد ، فوضعت الكيس الذي فيه الأجزاء تحت رأسي ، فوقع علي شئ ثقيل يشبه الكابوس ، فجعل يكبسني حتى ضاق نفسي ، وقال : أتدري أيش صنعت ؟ تضع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت رأسك ؟ قال : فقمت فنحيت الكيس ، ووضعت تحت رأسي آجرة ، وجعلت الكيس في حضني ونمت ، وبلغني أنه في هذه المدة التي كان بالإسكندرية - وهي ستون سنة - ما خرج إلى بستان ولا فرجة غير مرة واحدة ، بل كان عامة دهره لازما بيته ومدرسته ، وما كان ندخل عليه إلا نراه مطالعا في شئ ، وكان حليما متحملا لجفاء الغرباء . وسمعت أبا علي الأوقي بالقدس يقول : سمعت شيخنا أبا طاهر السلفي يقول : لي ستون سنة بالإسكندرية : ما رأيت منارتها إلا من هذه الطاقة - وأشار إلى طاقة في غرفة ، وكان يجلس فيها . قال الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي : مولده - شيخنا السلفي الحافظ - بعد السبعين والأربعمائة ، ووفاته في ليلة الجمعة الخامس من شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمسمائة . وحدث قبل بلوغ العشرين ، وكان قدومه الإسكندرية في سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، ولم يزل مقصودا للسماع منه والرواية عنه أكثر من ستين سنة ، وكتب بخطه شيئا كثيرا ، وكان أكثر أصوله بخطه . سمعته يقول : متى لم يكن أصلي بخطي ، لم أفرح به . وكان جيد الضبط ، حسن الخط ، كثير البحث عما يشكل عليه إلى أن يجرده على ما يصح لديه ، رحمة الله عليه . 46 - أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس ، أبو جعفر النحوي [2] : من أهل مصر ، سمع بمصر جماعة منهم أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وبكر بن سهل الدمياطي ، وسمع
[1] في الأصل : ( دريا ) . [2] انظر : وفيات الأعيان 1 / 29 . ومعجم الأدباء 4 / 224 - 230 .
48
نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي جلد : 1 صفحه : 48