نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي جلد : 1 صفحه : 33
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا * وقمت أشكوا إلى مولاي ما أجد وقلت يا عدتي [1] في كل نائبة * ومن عليه لكشف الضر أعتمد وقد مددت يدي والضر مشتمل * إليك يا خير من مدت إليه يد فلا تردنها يا رب خائبة * فبحر جودك يروي كل من يرد أنشدني شهاب الحاتمي بهراة قال : أنشدنا أبو سعد بن السمعاني قال : أنشدنا أبو المظفر شبيب بن الحسين القاضي ، أنشدني أبو إسحاق - يعني الشيرازي - لنفسه : جاء الربيع وحسن ورده * ومضى الشتاء وقبح برده فاشرب على وجه الحبيب * وجنتيه وحسن خده قال ابن السمعاني : قال لي شبيب : ثم جاء بعد [ أن ] [2] أنشدني هذين البيتين بمدة : كنت جالسا عند الشيخ ، فذكر بين يديه أن هذين البيتين أنشدا عند القاضي يمين الدولة حاكم صور ، بلدة على ساحل بحر الروم ، فقال لغلامه : أحضر ذاك الشأن - يعني الشراب - فقد أفتانا به الإمام أبو إسحاق ، فبكى الإمام ودعا على نفسه ، وقال : ليتني لم أقل هذين البيتين قط . ثم قال لي : كيف نردها من أفواه الناس ؟ فقلت : يا سيدي هيهات ! قد سارت به الركبان . كان أبو إسحاق إذا بقي مدة لا يأكل شيئا صعد إلى النصرية في أعلى بغداد وكان له فيها صديق باقلاني ، فكان يثرد له رغيفا ويشربه بماء الباقلاء فربما صعد إليه وكان قد فرغ من بيع الباقلاء ويغلق الباب فيقف أبو إسحاق ويقرأ ( تلك إذا كرة خاسرة ) ويرجع . كان القاضي أبو الطيب يسمى الشيخ أبا إسحاق ( حمامة المسجد ) للزومه واشتغاله بالعلم طول ليله ونهاره . كان الشيخ أبو إسحاق يمشي في الطريق ومعه بعض أصحابه فعرض لهما كلب ، فقال ذلك الفقيه للكلب : اخسأ ! وزجره ، فنهاه الشيخ أبو إسحاق عن ذلك وقال : لم طردته عن الطريق ؟ أما عرفت أن الطريق بيني وبينه مشترك . قال ابن الخاضبة : سمعت الشيخ أبا إسحاق يقول : لو عرض هذا الكتاب الذي صنفته - وهو المهذب - على النبي صلى الله عليه وسلم [ لقال ] هذا هو شريعتي [ التي ] [3] أمرت بها أمتي .
[1] في الأصل : ( يا عزتي ) . [2] ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات الشافعية . [3] ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات الشافعية .
33
نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي جلد : 1 صفحه : 33