نام کتاب : المجروحين نویسنده : ابن حبان جلد : 0 صفحه : 6
قال عبد الله بن محمد الاسترباذي : أبو حاتم بن حبان البستي كان على قضاء سمرقند مدة طويلة ، وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار ، والمشهورين في الأمصار والأقطار ، عالما بالطب والنجوم وفنون العلم ، ألف كتاب المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة من كل فن . أخبرتني الحرة زينب الشعرية إذنا عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن الحسين الامام ، سمعت الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول : أبو حاتم بن حبان داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء التي يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة ، ولهم جرايات يستنفقونها من داره ، وفيها خزانة كتبه في يدي وصى سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شئ منها في الصفة من غير أن يخرجه منها . شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته . رأيه في أبي حنيفة : لا شك أن ابن حبان وقع في صراع مع الأحناف . وكاد لهم وكادوا له في كل مكان تواجدوا به . وهذا هو التعليل الوحيد لتحامله على أبي حنيفة هذا التحامل الذي دفه إلى أن يصنف فيه كتابين مطولين من أطول كتبه ، فقد صنف كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه في عشرة أجزاء ، وكتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة في عشرة أجزاء هذا بخلاف تناوله وتناول أصحابه ومذهبهم في غيرهما من الكتب . وليس هناك من سبب يلتمس لهذه الحملة التي حملها ابن حبان على الأحناف وإمامهم سوى العصبية ، فهو لا شك كان يميل إلى مدرسة الإمام الشافعي ، بل إن الشافعية يعدونه من رجال مذهبهم . وهو قد ولى القضاء مدة . والأحناف يعتبرون القضاء وقفا عليهم منذ تولاه أبو يوسف صاحب أبي حنيفة وتلميذه ، ثم بعثر أصحابه على قضاء الأطراف . فلم يقتصر أحد الطرفين في اصطناع الحرب على الطرف الآخر . ومهما يكن من أمر فإن ابن حبان من المكانة العلمية والزعامة الحديثية بمكان لا يستساغ معه أن يقبل في أبي حنيفة أخبارا من رجال على غير شروطه ، فهو يلتزم الصحة فيما يقبله من أخبار إلا في أبي حنيفة ، فهو يقبل فيه من الثقات والضعفاء والوضاعين " وعقد له أطول ترجمة في كتابه الذي بين يديك . ورماه يا الارجاء والدعوة إليه والاخذ بالرأي وأطراح السنة .
مقدمة المحقق 6
نام کتاب : المجروحين نویسنده : ابن حبان جلد : 0 صفحه : 6