ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس بحاجة إليه ، ولا يذاكر من هو مثله ، ويزهو على من هو دونه فهلك الناس . - ومنه ما حمل على جهة التأويل مما لا يلزم القول فيه ما قاله القائل فيه . وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف تأويلا واجتهادا لا يلزم تقليدهم في شئ منه دون برهان ولا حجة توجبه [1] . قال العز بن عبد السلام تحت فصل البدع ما نصه : البدعة فعل ما لم يعهد في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . وبعد تقسيمه البدع : إلى بدعة واجبة ، وبدعة محرمة ، وبدعة مندوبة ، وبدعة مكروهة ، وبدعة مباحة . . . قال : وللبدع الواجبة أمثلة ، منها : الكلام في الجرح والتعديل لتمييز الصحيح من السقيم ، وقد دلت قواعد الشريعة على أن حفظ الشريعة فرض كفاية فيما زاد على القدر المتعين ، ولا يتأتى حفظ الشريعة إلا بما ذكرناه [2] . واستدرك السخاوي على هذا القول بما يلي : وإدراجه لذلك ( الجرح والتعديل ) في البدع ليس يحيد فقد قال صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل عبد الله ، وبئس أخو العشيرة " . في أشياء لذلك في الطرفين منها مما أورده الدارقطني في ( الملل ) من رواية ابن المسيب عن أبي هريرة رفعه : " إذا علم أحدكم من أخيه خيرا فليخبره به فإنه تزداد رغبته في الخير " وقال : إنه لا يصح عن الزهري ، وروي عن ابن المسيب مرسلا ، ومنها ما للطبراني بسند ضعيف من حديث أسامة بن زيد رفعه " إذا مدح المؤمن ربا الايمان في قلبه " [3] . ثالثا - المصنفات التي ألفت في الضعفاء والمجروحين قال هذا النوع من التاريخ حظه الأوفر من العلماء سلفا وخلفا ، كان للامام البخاري صاحب الصحيح القدح المعلى في هذا الميدان ، وتوالى العلماء من بعده ما بين موجز ومسهب . وها نحن نورد طائفة من أسماء المؤلفين وكتبهم المعروفة : 1 - كتاب الضعفاء الكبير للبخاري ( مخطوط ) . 2 - كتاب الضعفاء الصغير له ( طبع ) .
[1] الجامع 2 : 187 . [2] قواعد الأحكام 1 : 204 . [3] السخاوي ، الاعلان بالتوبيخ 48 .